شكّلت عملية القدس صباح الأربعاء، ضربة كبيرة للجهات الأمنية الاحتلال، بسبب مكان وآلية حدوثها، وهو ما أدخل المستوطنين في هواجس أمنية.
وجاءت العملية في مدينة القدس المحتلة والتي يشكّل أمنها حالة خاصة لدى الاحتلال، في حين أن آلية الحدث كانت بتفجير عبوتين في مكانين مختلفين بالتحكم عن بعد.
واعترف الاحتلال بمقتل مستوطن وإصابة 14 آخرين في التفجيرين، في وقت تلقت فيه الشرطة عشرات البلاغات عن أجسام مشبوهة في هوس أمني شديد.
صدمة كبيرة
وقال المختص في الشأن الأمني، الدكتور محمد عودة: "يبدو أن المقاومة تدخل مرحلة جديدة من عملياتها في ظل تعنت الاحتلال في الاستيطان وتهويد القدس وابتزاز الفلسطينيين".
وأوضح عودة في حديث لـ "الرسالة نت" أن الرد الفلسطيني يأتي ضمن سياق الرد الطبيعي على ما تفعله حكومة الاحتلال بحق الفلسطينيين.
وأضاف: "لا شك أن العملية التفجيرية شكّلت صدمة كبيرة في الأوساط (الإسرائيلية) وخصوصا أنها لم تحدث منذ سنوات طويلة، وأدخلت المستوطنين في هواجس أمنية معقدة".
وأشار إلى أن التكتيك الجديد في العمليات ضد المقاومة، يدخل الاحتلال وأمنه في مرحلة معقّدة من الصعب مواجهتها أو القضاء عليها.
ووفق صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية، فتعمل المنظومة الأمنية (الإسرائيلية) على جهد استخباراتي عملياتي مزدوج، يتمثل في تحديد مكان معمل المتفجرات الذي جهّز العبوات الناسفة التي انفجرت في القدس، واعتقال المصنّعين والمنفذين.
وسيطلع لبيد زعيم المعارضة- رئيس الوزراء القادم بنيامين نتنياهو على التحديثات بعد تقييم الوضع بعد الهجمات في القدس.
وقال مفوض شرطة الاحتلال يعقوب شبتاي، "إنه لا يوجد شيء لم نكن نعرفه، والآن نحن نتعامل مع هذا الحادث، ولا أقول أن هذه معادلة جديدة".
وأضاف شبتاي: "هناك دلائل هنا نعرفها من الماضي، وسنعرف كيف نعطي الإجابة لاحقًا، واعتقد أننا سنضع أيدينا على من يقف وراء التفجيرات، وفرق الشرطة تعمل في الكواليس وتجمع النتائج".
أما وزير الأمن الداخلي عومر بارليف، فقال: "نعلم بدرجة عالية من الاحتمال من هم على صلة بالتفجيرات، وهناك علاقة فعلية بين الأحداث والأمر أكثر تعقيدًا".
من جهته قال رئيس لجنة الشؤون الخارجية والأمن في الكنيست رام بن باراك: "لا نعرف بعد بالضبط من يقف وراء هذا الهجوم، إنه لا يزال من السابق لأوانه تحديد ذلك".
مرحلة جديدة
في حين، قال المختص بالشؤون (الإسرائيلية) عصمت منصور إن عملية التفجير المزدوجة في مدينة القدس، أحدثت صدمة شديدة لدى سلطات الاحتلال وعموم (الإسرائيليين)، "وتنقلنا الى مرحلة جديدة من المواجهة".
وأضاف منصور في تصريح صحفي: "(الإسرائيليون) تحت الصدمة، نظرا لطابع هذه العملية التي وقعت في ظل حالة الاستنفار في مدينة القدس المحتلة، وفي ظل الوضع السياسي الداخلي الحساس في دولة الاحتلال".
وأوضح ان العملية وضعت (الإسرائيليين) أمام العديد من الأسئلة المقلقة، بشأن ما إذا كانت هذه العملية مجرد "طفرة" أم أن تنظيما معينا نفذتها، وأنها قد تؤشر للعودة إلى هذا النمط من العمليات، ما قد ينقلنا لمرحلة أخرى من المواجهة، ويخلق تحديا أمنيا كبيراً للاحتلال.
وأضاف: "نحن أمام عملية مختلفة، عملية مرت بمراحل عديدة حتى نفذت، من حيث الاعداد والتخطيط والتنفيذ، وفي حال تبيّن أن تنظيما يقف خلفها فإن المواجهة ستكون بمستوى وشكل مختلف".