تلازم الصدمة الطبيب حمد الله بدير من مدينة كفر قاسم، منذ أن أصيب بجروح متوسطة إثر محاولة قتله على يد شاب يهودي طعنا بالسكين، أول من أمس الجمعة، خلال عمله داخل عيادته الخاصة في بلدة "كريات ملاخي".
ووفقا لشرطة الاحتلال فإنها اعتقلت مشتبها بالضلوع في الجريمة، ومددت اعتقاله لمدة أربعة أيام على ذمة التحقيق، ونسبت إليه الاعتداء في ظروف خطيرة.
وقال د. حمد الله بدير إنه تعرض لمحاولة قتل من قبل الشاب اليهودي، وأصيب بإصابات حادة في يديه من جراء طعنه بالسكين.
وروى بدير تفاصيل الجريمة بالقول إنه "كنت في عملي، فجأة جاء أحد الأشخاص الذي يتلقى العلاج في عيادتي هو وقريب له، وقف أمامي ثم أخرج سكينا كبيرة، وحاول طعني في القسم العلوي من جسدي. في البداية لم أستوعب ما يحدث، ولكن بدوري قمت بالدفاع عن روحي دون وعي مني، وقمت بإمساك السكين بيدي وكادت أن تتسبب ببتر أصبعي، ثم صددته بعد صراع بيننا".
وأضاف أنه "لم استسلم له، كانت هذه حرارة الروح. أصبت بجروح خطيرة في أصبعي تسببت بإصابة بالعصب، وفي اليد الثانية أصبت بكسور وجروح في عدد من الأصابع، هذا فضلا عن الأذى النفسي الذي يرافقني الآن".
وأكد بدير أنه "لغاية الآن أعاني من الصدمة، وفي كل مرة استذكر فيها تفاصيل الجريمة تصيبني حالة نفسية صعبة. لن أعود للعمل فمشاعر الخوف تسيطر علي، ولم أستوعب ما حصل معي. منذ أكثر من عشرين عاما وأنا أعمل في عيادتي الخاصة بهذه البلدة، والآن تتم محاولة قتلي بعد كل هذه الخدمة، لا يعقل".
وأشار الطبيب إلى أنه "لو كان الأمر معكوسا والمُعتدى عليه يهوديا والمعتدي عربي، لقامت الدنيا ولم تقعد، وكانت الشرطة تعاملت مع الملف بصورة مختلفة، وحوّلت الاعتداء إلى قضية قومية، ولكن بسبب أن الضحية عربي حاولت التقليل من حجم الجريمة".
وختم د. بدير بالقول إن "الوضع اليوم غير آمن. منذ سنوات طويلة أمارس هذا العمل في كريات ملاخي، ولم أتوقع أن يصل الحد بأي شخص أعالجه أو أعالج أحد أقاربه أن يحاول قتلي. في السابق كنا نشهد مناوشات داخل المشافي والمراكز الطبية، وصراخ في الحد الأقصى، ولكن ما نشهده اليوم من اعتداءات متكررة على الطواقم الطبية ينذر بما هو أعظم".
المصدر: عرب 48