يبدو أن "جماعات الهيكل" وغيرها من قادة المستوطنين، باتوا يتحفزون بشكل كبير لاقتحام المسجد الأقصى، بذريعة الأعياد الصهيونية المزعومة، لا سيما بعد تولي زعيمهم إيتمار بن غفير وزارة الأمن الداخلي (الإسرائيلي) بصلاحيات واسعة.
وشرعت الجماعات المتطرفة بحشد أنصارها لاقتحامات مركزية للمسجد الأقصى خلال العيد اليهودي، والذي يستمر لمدة ثمانية أيام من يوم الأحد حتى الخميس، وسط محاولات لإضاءة ما يسمى شمعدان (الحانوكا) داخل المسجد.
وعادة ما يتخلل العيد اليهودي تنظيم حملات ومسيرات استيطانية استفزازية تنادي باقتحام المسجد الأقصى بشكل جماعي وموسع، وكذلك نصب الشمعدان وإضاءته عند حائط البراق، وحول أبواب المسجد المبارك، خاصة بابي الأسباط والمغاربة.
ويعد "هذا العيد بحسب الموروث اليهودي من أكثر الأعياد ارتباطا بالهيكل المزعوم، لذلك فهو من أكثر المواسم اليهودية ربطا بالأقصى من ناحية القصة والرواية التوراتية، فالأعياد السابقة جميعها لا ترتبط بالهيكل المزعوم حدثا أو مكانا بشكل مباشر".
وتنشط في العيد "منظمات الهيكل"، مثل "نساء وطلاب لأجل الهيكل"، "برنامج هليبا التوراتي"، و"اتحاد منظمات الهيكل" بدعوة المستوطنين للمشاركة الواسعة في اقتحامات مكثفة ومستمرة للأقصى، بذريعة إقامة طقوس وشعائر تلمودية.
مرتبطة بسياسات
ويرى رئيس أكاديمية الأقصى للوقف والتراث الدكتور ناجح بكيرات، أن أخطر ما يمكن وصفه في الوقت الحالي هو أن هذه الاقتحامات أصبحت مرتبطة بسياسات وليس بأعياد.
ويوضح بكيرات في حديثه لـ "الرسالة" أن ما يجري تحول خطير في ظل مساعي تشكيل حكومة يمينية متطرفة وتعيين بن غفير وزير لأمنها الداخلي بصلاحيات موسعة، الأمر الذي يعزز من تصعيد الاقتحامات وبشكل مضاعف عن السابق.
ويبين أن الاقتحامات المقبلة ستهدف إلى فرض وقائع وتطبيق التقسيم الزماني والمكاني، بعد أن أصبحت شرعية وعلى العلن وترعاها حكومة ووزير أمن كان من قادة الاستيطان.
ويشدد بكيرات على أن هذا الأمر سيؤدي إلى ردة فعل مقدسية وفلسطينية وربما عالمية وإقليمية، في حال فكر المستوطنين بالمساس في الأقصى أو فرض سياسات جديدة داخله.
ويشير إلى أن هذه الاقتحامات لا يمكن أن تثني الفلسطينيين عن إرثهم التاريخي أو تسمح بتدنيسه، مما يستدعي من المقدسيين التواجد وتكثيف الرباط في المسجد الأقصى خلال الأيام المقبلة.
ويؤكد الخبير في شؤون القدس ورئيس مركز القدس الدولي الدكتور حسن خاطر، أن الاقتحامات المقبلة ستكون أكثر خطورة على المسجد الأقصى بعد تعيين صانع الاقتحامات بن غفير وزيرا في حكومة الاحتلال.
ويضيف خاطر في حديثه لـ "الرسالة" أن الصهيونية الدينية وجميع المتطرفين الذين لهم أهداف سياسية ودينية يقودون الاقتحامات ليس بهدف العبادة وإنما الاحلال وتغيير الواقع وإقامة الطقوس التلمودية كالنفخ في البوق وإدخال القرابين وغيرها.
ويشدد على أن فوز المتطرفين وتهديداتهم ووعودهم يجب أن ترفع روح التحدي للفلسطينيين وخاصة المقدسيين ولن تؤدي للاستلام، مبينا أن تنفيذ مخططات الحركات الصهيونية سيقود إلى التصعيد.
ويلفت إلى أن المسجد الأقصى سيكون عنوان المرحلة المقبلة ولن يسمح المقدسيون والمرابطون بفرض أي وقائع جديدة في المسجد المبارك.