توافق هذا الأيام الحملة الإعلامية بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة لمدة 16 يوما بدءا من الخامس والعشرين نوفمبر وحتى العاشر من ديسمبر.
وفي فلسطين تطلق الحملات الداعمة لمناهضة العنف ضد المرأة، خاصة أن الفلسطينية وضعها مختلف فهي تقع تحت الاحتلال وتتجرع مرارة الظلم والعنف باستمرار فهي أم وزوجة الشهيد والأسير والمقاوم.
كما أن ممارسات الاحتلال بحق الفلسطينيين لها انعكاساتها اليومية على المرأة الفلسطينية على جميع النواحي التعليمية والثقافية والاقتصادية.
***عنف المرأة من الاحتلال والسلطة
قبل أيام، أطلقت وزارة شؤون المرأة في قطاع غزة، حملة إعلامية بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة، وفي مؤتمر صحفي، عقدته الوزارة والحملة العالمية لمناهضة كافة أشكال العنف ضد المرأة (16 يوما)، في مقر المكتب الإعلامي الحكومي، أعلنت وفاء أبو ميري، مدير دائرة الرقابة الداخلية والشكاوى عن إطلاق الحملة تحت شعار "لنحميها".
وقالت أبو ميري: هذه الحملة التي خصصت عالميا للدفاع عن المرأة ومناهضة العنف ضدها، تأتي هذا العام ولا زالت المرأة الفلسطينية تتعرض لشتى أنواع العنف والعدوان على يد الاحتلال (الإسرائيلي)، والتي كان آخرها العدوان على غزة في الخامس من أغسطس الذي تسبب في استشهاد 48 فلسطينيا بينهم 4 سيدات و16 طفلا، وإصابة 360 آخرين حسب إحصائية وزارة الصحة".
وذكرت أن الحملة تأتي في ظل تصعيد الاحتلال (الإسرائيلي) من همجيته وسياساته العنصرية بهدف السيطرة على الأرض عبر التوسع الاستيطاني المستمر وتهويد القدس وهدم البيوت وتشريد أهالينا واستمرار الحصار الذي خلف الفقر بنسبة 59%، والبطالة بنسبة 44%.
وبينت أن 31 سيدة يقبع في سجون الاحتلال منهن 10 أسيرات بأحكام أكثر من 10 سنوات، و10 أسيرات بأحكام أكثر من 5 سنوات، وثلاث أسيرات لا زلن يخضعن للاعتقال الإداري، ويعانين داخل السجون من سياسة الإهمال الطبي.
وفي ذات السياق تقول سهى جبارة ناشطة سياسية ومعتقلة سابقة لدى السلطة والاحتلال إن العنف الواقع على المرأة الفلسطينية مضاعف، موضحة أنها حين تعتقل في سجون الاحتلال وتكون حاملا تُضرب وتُضغط نفسيا وقت التحقيق، الأمر ذاته تمارسه السلطة دون الاكتراث لمكانة المرأة.
جبارة قالت "للرسالة نت" عن تجربتها وقت اعتقالها لدى السلطة قبل سنوات "أجبروني على إجراء فحص الحمل عدة مرات"، علما أنها مطلقة منذ 12 عاما، مشيرة إلى أن هذا إجراء لقهرها وضغطها نفسيا.
وتذكر أن الاحتلال يعنف المرأة بعدة طرق منها عند اعتقالها يبث الشائعات حولها داخل مجتمعها ويحاول أن يهز صورتها، عدا عن التنكيل بها وخطف زوجها أو رب أسرتها المعيل مما يدفعها للبحث عن مصدر رزق بدلا من الفقر والبطالة الذي تعيشه داخل أسرتها.
وتشير جبارة إلى أن العنف الواقع على المرأة من الاحتلال ينعكس عليها أسريا، فمثلا رب الأسرة الذي يعيش الفقر في كثير من الأحيان ينفث غضبه فيها، مؤكدة أنه رغم كل شيء تشكل المرأة الفلسطينية نموذجا مختلفا في التحدي والصبر مقارنة ببقية النساء في العالم.
***حملات وقوانين تجرم المعنفين
وفي المقابل وللحديث عن حملات التوعية بحقوق المرأة وجهود مناهضة العنف الواقع عليها في قطاع غزة عقبت عندليب عدوان مديرة مركز الإعلام المجتمعي بالقول: "الحملات ترفع وعي المجتمع وصناع القرار وواضعي السياسات حيث تسلط الضوء على قضايا العنف ضد المرأة لوضع حلول تؤخذ بعين الاعتبار عند وضع السياسات للتخفيف من قضايا العنف".
وتذكر عدوان "للرسالة نت" أنه ليس من الضروري أن تكون نتيجة فعاليات الحملة سريعة، بل تراكمية حسب تضافر الجهود من كل الاتجاهات بمن فيهم المواطنون.
ولفتت إلى أن قضية العنف مرتبطة بعوامل كثيرة منها سن قوانين تحمي المرأة من العنف وتجرم المعنفين، بالإضافة إلى أنه في المجال الاقتصادي لا بد من مضاعفة الجهود للحد من نسب الفقر والبطالة والعوز التي تعانيها المرأة، حيث أن الفقر أحد العوامل المتشابكة والهامة في أسباب العنف ضد المرأة.
ولفتت إلى أنه من الضروري الاهتمام بالمجال المجتمعي والثقافي الذي يحتاج لمزيد من حملات التوعية والتثقيف المجتمعي بدءا من الأطفال وحتى كبار السن للحد من العنف ضد المرأة، موضحة أن العملية تبدأ من غرس قيم الاحترام وعدم التمييز في المناهج التعليمية.
وحول تأثير وسائل التواصل الاجتماعي في التوعية للحد من تهميش المرأة، قالت عدوان: "أحدثت وعيا حول قضايا العنف المتعلقة بالمرأة لكنها لم تخففها بل سلطت الضوء عليها بشكل أكبر دون تردد".
وبالتزامن مع حملات العنف ضد المرأة لا بد من تحسين حالة حقوق الإنسان دوليا ومحليا، وتضافر الجهود للتصدي للانتهاكات التي يتعرض لها الفلسطينيون، والمرأة الفلسطينية بشكل خاص، عبر توفير منظومة حماية اجتماعية تضمن حماية النساء والفتيات المعنفات.