حين أعلنت الفيفا استضافة قطر لكأس العام 2022، شعر الفلسطينيون أنهم سيتوجون أبطالا للمونديال لكن ليس بفريق رياضي، بل بحضور قضيتهم في المدرجات وبين الجماهير لما تمنحه قطر من مساحة كبيرة للقضية الفلسطينية والتعريف بها.
وكما جهزت قطر لاستضافة الفرق المشاركة وجماهيرهم لكأس العالم، عمل الفلسطينيون على قدم وساق للترويج لقضيتهم عبر رموز بسيطة استخدموها كالكوفية التي ارتدتها الجماهير العربية والأجنبية والعلم الفلسطيني الذي كان يرفع تحديدا عند إحراز أي هدف عربي للفرق الأربعة المشاركة.
وانتشرت عدة حملات لدعم القضية الفلسطينية وكانت "حلم فلسطيني" إحداها، بهدف تعريف العالم بالقضية الفلسطينية خلال كأس العالم 2022 في قطر، وناشد القائمون عليها المشجعين العرب الذين يحضرون المباريات والفعاليات المصاحبة برفع علم فلسطين والترويج له في مدرجات الملاعب.
وتعتبر "حلم فلسطيني" حملة شعبية قطرية للتوعية بالقضية الفلسطينية وجرائم الاحتلال، والاستفادة من الحدث العالمي الكبير وحضور ملايين الأشخاص من مختلف البلدان للقيام بسلسلة من الأنشطة الإعلامية والميدانية خلال فترة المونديال.
وتشمل الحملة الأنشطة الميدانية "الخيام التعريفية، وتوزيع الأعلام والمنشورات، والجولات التعريفية والأنشطة الإعلامية"، وحملة رفع علم فلسطين مع أعلام الدول الأُخرى، وأناشيد الدول العربية، والهتافات وغيرها من الفعاليات ذات الصلة.
يقول أنس الحاج، منسق الحملة من قطر، إن القضية الفلسطينية برزت في مونديال قطر 2022 بشكل كبير، لدرجة أن الصحافة الألمانية سجلت اعتراضها على تواجد العلم الفلسطيني في المدرجات بذريعة أنه يشوش على المونديال، مؤكدا أن الأدوات التي تستخدم في الحملة تتماشى مع الرياضة وقوانين الفيفا وقطر، وزعمهم ليس في محله.
وأضاف الحاج "للرسالة نت": "الصحافة البرازيلية اعتبرت أن هناك 33 فرياق مشاركا وليس 32 في إشارة إلى أن الفريق الفلسطيني كان متواجدا بقوة (..) العلم الفلسطيني متواجد في جميع مباريات كأس العالم، وكذلك الكوفية تواجدت في كل مكان فيه تجمهر.
ويؤكد الحاج أن الحملة تحقق نجاحات كبيرة وأرقاما ممتازة وتواجدها أصبح غير مقتصر على الملاعب والساحات المخصصة للتجمهر بل شملت بلدانا كثيرة، مشيرا إلى أن حملة "حلم فلسطيني" ما قبل كأس العالم ليست كما بعده، فهي شكلت نقطة فارقة في توحيد النفوس والقلوب وإعادة الإنسان العربي الحر لأصله بأن لديه حضارة وثقافة واحدة.
وأوضح أن العلم الفلسطيني وضع بين الأعلام العربية وفي مركزه الذي يستحقه بين الشعوب، مشيرا إلى أن الفضل كان للدور القطري الذي سمح بانتشار الحملات الفلسطينية واستقبالهم عبر وسائلهم الإعلامية القطرية المختلفة.
المحتوى الفلسطيني
وفيما يتعلق بدور مواقع التواصل الاجتماعي لإظهار القضية الفلسطينية في مونديال قطر 2022 يقول سائد حسونة المختص في الإعلام الرقمي:" لا شك أن مواقع التواصل الاجتماعي كانت محركا أساسيا للرأي العام العالمي حول القضية الفلسطينية وإبراز التعاطف العربي والدولي مع الشعب الفلسطيني خصوصا تسليط الضوء على عدد من أيقونات النضال الشعبي والجماهيري وحمل صورهم".
وذكر حسونة "للرسالة نت" أنه كان واضحا الحفاظ على رمزية العلم الفلسطيني من خلال تحشيد عدد كبير من الجمهور العربي لرفعه عبر حملة عفوية واستثمار منظم لهذه الفعاليات الداعمة للوجود الفلسطيني.
ولفت إلى أنه رغم الاجراءات التعسفية من حظر المحتوى الفلسطيني المنشور في الأراضي الفلسطينية، إلا أن المحتوى الفلسطيني حقق نجاحا باهرا ليكون الفلسطيني محل اهتمام العالم، في المقابل تهميش الرواية المضادة التي تسعى لتغيير المفاهيم حول القضية الفلسطينية.
وبين أن المونديال مناسبة عالمية يشارك فيها أكثر من 70 % من العالم، تزامنا مع اليوم الدولي لمناصرة الشعب الفلسطيني، لتكون مناسبة حية لنقل المعاناة عبر مواقع التواصل الاجتماعي مستثمرين المناسبة العالمية والتغطية الإعلامية المكثفة.