قائمة الموقع

لماذا تُقلق العمليات الفدائية الجديدة الاحتلال؟

2022-12-03T11:10:00+02:00
الرسالة نت-مها شهوان

سجل الفلسطينيون منذ بداية العام 281 عملا مقاوما ما بين المستوطنات الضفة المحتلة والقدس والارضي الفلسطينية في الداخل المحتل، أدت إلى مقتل 31 (إسرائيليا) بينهم 8 جنود وضابط.

وزادت وتيرة العمليات الفدائية ردا على اقتحامات المستوطنين بحماية الشرطة (الإسرائيلية) للمسجد الأقصى، بالإضافة إلى الاعتداءات المتكررة على المقدسيين والضفاويين وكذلك العدوان على قطاع غزة.

وما ساعد على ارتفاع العمليات مقارنة بالعام الماضي الذي سجل 91 عملية، هو زيادة تهريب الأسلحة إلى الضفة المحتلة، وتوفرها بين أيدي الشباب، فبات الاحتلال لا يعرف ما طبيعة العمليات التي سينفذها الجيل الجديد، لاسيما وأن العمليات الفدائية التي تنفذ نوعية وبأماكن مختلفة لم تخطر على بال جنود الاحتلال.

وكان قائد شرطة الاحتلال السابق في القدس المحتلة آريه عميت، أكد أنّ "هذا الجيل من الفلسطينيين، مختلف، ويعرف التنظيم"، موضحا في حديثه للقناة الـ 12 (الإسرائيلية)، أنّ "هذا الجيل من الفلسطينيين أكثر احترافية وأكثر تعلماً.

وبين أن هناك جيلاً فلسطينياً لا يعرف الاحتلال عنه شيئاً، والخطر الأكبر يأتي بشكل خاص من هذه المجموعات الصغيرة.

****رشقة صواريخ

وتؤدي العمليات الفدائية إلى عدم الاستقرار الأمني داخل كيان الاحتلال، وتدفع المجتمع الصهيوني إلى وصم قيادته الأمنية والعسكرية "بدفن الرؤوس في الرمال".

ويقول إيهاب جبارين محلل سياسي إن هناك ظاهرة جديدة-قديمة باتت مقلقة للاحتلال حيث العمليات المقاومة الفردية التي تكون عبارة عن مبادرات شخصية من مقاومي الجيل الجديد، موضحا أن تغذيتها تمت بممارسات الاحتلال داخل الضفة والقدس.

ويضيف: "(إسرائيل) تعجز عن تحديد منفذي العمليات، خاصة وأن الشعب بات يقاوم بشكل فعلي على الأرض بعيدا عن الفصائل"، مبينا أنه حين يكون هناك اعتداء على القدس يثور الشباب وتتنوع العمليات ردا على انتهاكات الاحتلال.

ويشير جبارين "للرسالة نت " إلى أنه في السابق كانت رشقة صواريخ من غزة تخمد غضب الشارع المقدسي والضفاوي حين تحدث ردا على أي انتهاكات من الاحتلال، لكن اليوم الحسابات تغيرت وبات الشباب يثور ولا ينتظر رد غزة بل يخرج لينتقم.

ويرى أن حكومة الاحتلال اليمينية المتطرفة لا تريد تلك العمليات الفردية بل تسعى لاستفزاز الفصائل لتقود المعركة بشكل علني وذلك لتبرر انتهاكاتها أمام المجتمع الدولي وتحفظ ماء وجهها أمام شعبها.

كما تظهر العمليات الفدائية حالة الضّعف لدى المستوى السياسي وعدم قدرته على إدارة الأوضاع في الضفة المحتلة، وأن الخط السياسي الذي تدار به الأوضاع حالياً فاشل بامتياز، إذ إنَّ المغامرة بإعطاء أمل للسلطة الفلسطينية بإمكانية إعادة المفاوضات في مقابل قيامها بدورها الأمني لا يحقق المطلوب.

ويفجر استمرار العمليات الصراع الداخلي، ويلقي اللوم على الاستفزازات (الإسرائيلية) في المسجد الأقصى كسبب لتفجّر الأوضاع في الضفة الغربية وفقدان الأمن.

وفي هذا السياق يقول المحلل السياسي عبد الرحمن ملالحة "للرسالة نت" إن اقتحامات المسجد الأقصى وتسارع وتيرة الاستيطان في قرى الضفة والقدس عوامل كبيرة ساهمت في حماس الجيل الجديد للرد على ممارسات الاحتلال، بعيدا عن سياسة التفاوض التي لا يرى فيها أي قيمة.

ويؤكد ملالحة أن الجيل المقاوم الجديد قوي ومندفع دون ارتباطه بأي تنظيم، كونه متفتحh على مواقع التواصل الاجتماعي وبرامج الذكاء العقلي لذا بات يدرك أن الأرض المحتلة لن تحرر بالتفاوض بل بالمواجهة.

ويبدو واضحا أن عمليات المقاومة الفردية تكشف ضعف السلطة الفلسطينية في تنفيذ مهام التنسيق الأمني، وسط ضغط شعبي مما ينعكس سلباً على القدرات الأمنية للاحتلال في الضفة المحتلة في مواجهة العمليات الفدائية والمقاومين.

اخبار ذات صلة