قائمة الموقع

كيف تحاول الإمارات شرعنة المتطرف بن غفير؟

2022-12-04T13:13:00+02:00
بن غفير وسفير الامارات خلال الاحتفال
غزة- الرسالة نت

احتفلت سفارة دولة الإمارات العربيّة المُتحدّة في "تل أبيب" يوم الخميس الماضي بيوم استقلال الدولة الخليجيّة مع كيان الاحتلال منذ أغسطس 2020، ومع أنّ البروتوكول الدبلوماسيّ لا يُلزِم السفارة بدعوة نوّاب الكنيست (الإسرائيليّ) لحضور الحفل، إلّا أنّه كان لافتًا للغاية أنّ وزير الأمن الداخليّ القادِم، النائب الفاشيّ والعنصريّ، إيتمار بن غفير، رئيس حزب (القوّة اليهوديّة)، اليمينيّ والمُتزمّت، كان أحد ضيوف الشرف في الاحتفال.

وصرح بن غفير، وهو مُستوطِن في مدينة الخليل، وتمّت في السابق إدانته بالتماثل مع منظمةٍ إرهابيّةٍ، صرح خلال استقباله من قبل السلك الدبلوماسيّ في سفارة الإمارات، بأنّه يُمكِن صُنع السلام مع العرب، مع العلم أنّه يُطالِب جهارًا نهارًا بطرد العرب من فلسطين التاريخيّة.

وفي تحليلٍ نشره اليوم الأحد المُستشرق، د. تسفي بارئيل، مُحلّل شؤون الشرق الأوسط بصحيفة (هآرتس) العبريّة، رأى أنّ دعوة بن غفير للاحتفال بيوم استقلال الإمارات هو محاولة من الدولة الخليجيّة لشرعنة النائب المُتطرّف، علمًا أنّ البروتوكول لا يُلزِم الدولة بدعوته لأنّه ما زال نائبًا في الكنيست وليس وزيرًا، لافتًا في ذات الوقت إلى أنّ الإمارات تسعى لجني أرباحٍ سياسيّةٍ من وراء هذه الخطوة، على حدّ تعبيره.

وشدّدّ المُستشرِق (الإسرائيليّ) على أنّ باقي الدول العربيّة التي وقعّت اتفاقيات سلام وتطبيع مع دولة الاحتلال ما زالت تلتزم الصمت المُطبق فيما يتعلّق بتركيبة الحكومة (الإسرائيليّة) الجديدة، مُوضحًا أنّه بحسب التقديرات فإنّ هذه الدول ستنتهج سياسة عملياتيّة، إذْ أنّ كل واحدةٍ منهن ستتصرّف وفقًا لمصالحها، على حدّ قوله.

وبحسب موقع (YNET)، التابِع لصحيفة (يديعوت أحرونوت) على الإنترنت فقد حضر زعيم حزب (عوتسما يهوديت) اليميني المتطرف بن غفير حفل استقبال لدولة الإمارات العربيّة المتحدة في "تل أبيب" يوم الخميس، على الرغم من تحذير الإمارات السابق من ضمّه إلى الحكومة.

وأضاف الموقع أنّه "تمت دعوة السياسي المتطرف، المتوقع أنْ يصبح وزيرًا للأمن القومي في الحكومة المقبلة، لحضور فعاليات اليوم الوطني التي استضافها سفير الإمارات العربية المتحدة محمد آل خاجة في فندق هيلتون.، بمدينة تل أبيب"، لافتًا في ذات الوقت إلى أنّ الاحتفال يأتي بمناسبة الذكرى الـ 51 لتوحيد دولة الإمارات العربية المتحدة.

وصافح بن غفير السفير خلال الحفل، الذي حضره أيضًا رئيس الوزراء المفترض بنيامين نتنياهو.

وقامت (إسرائيل) والإمارات بتطبيع العلاقات في عام 2020، في ظل حكومة نتنياهو السابقة، كجزء من (اتفاقات إبراهام) التي توسطت فيها الولايات المتحدة.

وقال بن غفير في حفل الاستقبال، وفقا لموقع (YNET)، إنّ "حدث اليوم يعلمنا أنّه من الممكن تحقيق سلام حقيقي دون التخلي عن الأراضي ودون الاستسلام للإرهاب، فقط صنع السلام بين الناس الذين يحبون بعضهم البعض، دون تقديم تنازلات".

ونشر صورة للقائه بالسفير قائلا: "هذا شكل السلام الحقيقيّ"، على حدّ تعبيره.

وكان رئيس الوزراء القادم بنيامين نتنياهو ضيف شرف في الحدث، وقال إنّ "اتفاقيات إبراهام ليست مجرد قطعة ورق بين الحكومات. إنها سلام دافئ بين شعبينا وتعزز الأمن والتعاون والاستقرار في المنطقة".

وقدّم السفير الإماراتي شالات احتفالية لنتنياهو وزوجته أثناء وجودهما على خشبة المسرح في حفل الاستقبال.

وقال آل خاجة: "الإمارات هنا لتظهر أنّ الوحدة تعني الازدهار. سنواصل استخدام الدبلوماسية لتعزيز العلاقات من خلال الصداقة والاحترام المتبادل"، كما قال السفير.

من الجدير بالذكر أنّ بن غفير هو أحد تلاميذ الحاخام المتطرف مئير كهانا، الذي تمّ اغتياله في نيويورك، وكان قد علّق لفترة طويلة على حائطه صورة لمرتكب مذبحة الحرم الإبراهيمي في الخليل عام 1994.

ومثل كهانا، أدين بن غفير بتهم الإرهاب، رغم أنّه أصر على أنّ أرائه أصبحت أكثر اعتدالاً في السنوات الأخيرة، وأنّه لم يعد يعتنق معتقدات مؤسس حزب (كاخ) المحظور.

وأدين بن غفير بالتحريض على العنصرية في عام 2007 بسبب حمله لافتة في مظاهرة كتب عليها: (اطردوا العدو العربيّ).

وقبل الانتخابات، حذر وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد نتنياهو من ضم بن غفير وشريكه السياسي بتسلئيل سموتريتش إلى حكومته، بحسب ما قاله مسؤول كبير مطلع على الأمر لمجلّة (تايمز أوف إسرائيل)، وتابع المسؤول إنّ الرسالة تمّ تمريرها خلال اجتماع عقد في أيلول (سبتمبر)، مؤكّدًا ما ورد في موقع (أكسيوس) الإخباريّ.

المصدر: رأي اليوم

اخبار ذات صلة