من الواضح أن سلطات الاحتلال (الإسرائيلي) تُسخّر كل الوسائل والتقنيات الحديثة في مراقبة المسجد الأقصى والتضييق على المقدسيين ومعرفة كل التفاصيل الدقيقة وما يجري داخل الساحات والشوارع المقدسية.
وبشكل شبه يومي أصبحت قوات الاحتلال تستخدم الطائرات المُسيرة دون طيار في سماء المسجد الأقصى وهو ما شكل مصدر قلق للكثير من المقدسيين والمصلين، الذين اعتبروا أن هذا الأمر يهدف لمراقبة كل تحركاتهم وتقييدها.
ويُعتبر إطلاق هذه الطائرات -المزودة بكاميرا تصوير دقيقة- من أحدث صيحات الاعتداء على الحرم القدسي، وبحسب الأوقاف فإن الأعوام الماضية شهدت العديد من المحاولات في استخدام هذا النوع من الطائرات، بعد أن جرى استخدمها بالمواجهات وإطلاق الغاز المسيل للدموع وتسببت بإحراق بعض الأشجار في ساحات المسجد المبارك.
وباستخدام المُسيرات فإن الاحتلال يضيف تقنية المراقبة من الأعلى، إلى جانب آلاف الكاميرات المثبتة في الشوارع والمفترقات والطرق الرئيسية المؤدية إلى المسجد الأقصى، فيما يرى مراقبون أن هذا الأمر يأخذ أبعادا أكثر من مجرد التجسس والمراقبة.
أغراض تهويدية
ويعتقد المختص في الشأن المقدسي زياد الحموري أن فكرة استخدام الطائرات المسيرة طرحها أكثر من مسؤول (إسرائيلي) ولم تعد مقتصرة على المراقبة الأمنية للمسجد الأقصى وإنما قد تستخدمها جمعيات استيطانية لأغراض تهويدية.
ويوضح الحموري في حديثه لـ "الرسالة نت" أن خطورة هذه الطائرات المتطورة قد تكون اليوم بهدف جمع المعلومات ومراقبة المسجد الأقصى، لكن في المستقبل قد تستخدم لأغراض استيطانية وعسكرية قد تصل لشن هجمات داخل الأقصى.
ويبين أن المقدسيين يتعرضون لضغوط هائلة جدا كالهدم والاعتقالات والإبعاد والإعدامات الميدانية وهذه جزء بسيط مما يجري يوميا في المسجد الأقصى.
ويشير إلى أن هذا السلوك هدفه إحداث حالة قلق مستمر لدى المرابطين المقدسيين ومن جانب آخر خلق شعور بعدم الارتياح وزعزعة حالة السكينة لدى المصلين ورواد المسجد.
ويؤكد رئيس أكاديمية الأقصى للوقف والتراث الدكتور ناجح بكيرات أن القوانين الدولية والعالمية تحظر تسيير الطائرات فوق الأماكن الأثرية، مبينا أن ما يجري هو انتهاك لكافة الأعراف والشرائع الأخلاقية والدينية.
ويضيف بكيرات في حديثه لـ "الرسالة نت" أن استخدام الطائرات المسيرة هو رافد من الروافد التي يعتمد عليها الاحتلال في قمع شعبنا ومراقبته والتضييق عليه وصولا لانتهاك خصوصيته الشخصية والدينية.
ويشدد على أن الاحتلال استخدم ما يزيد عن 1500 كاميرا مراقبة ثابتة في الشوارع ونشر أكثر من 3 آلاف جندي والعشرات من الحواجز وأخيرا استخدم الطائرات وهي خطوة أمنية جديدة في ظل التوجه لتشكيل حكومة عنصرية متطرفة.
ويلفت بكيرات إلى أن أغراض هذه الطائرات لا تقتصر على الهدف الأمني وإنما التقاط صور وتحديد مواقع تمهيداً لإجراءات ومخططات ينوي الاحتلال تنفيذها في الأيام المقبلة.