حذرت الإدارة الأمريكية حكومة الاحتلال من منح مسؤولية الإدارة المدنية التابعة للجيش إلى حزب الصهيونية الدينية بقيادة المتطرف بتسلئيل سموتريتش، مشيرة إلى أن ذلك قد تكون له تداعياتٌ على العلاقات بين الجانبين، وفق ما أفادت صحيفة "هآرتس".
وأوضحت الصحيفة أن محادثات جرت بين الجانبين، أكد خلالها الأمريكيون أن نقل الإدارة المدنية لوزارة أخرى قد يعني أن هناك تغييرا في السياسة تجاه الضفة الغربية، ويعتبر ضما أحادي الجانب وقد يؤثر وجود هذا الحزب على التعاون بين حكومة الاحتلال وواشنطن في مواجهة ما أسموه التحديات في الشرق الأوسط، على رأسها التهديد الإيراني.
وأكد الأمريكيون للمسؤولين (الإسرائيليين) في اجتماع أمني مغلق في "تل أبيب" من أن التحركات أحادية الجانب في الضفة الغربية ستضر بشكل خطير بما وصفوه المصلحة (الإسرائيلية) الأمنية.
ويرى المحلل السياسي فخري أبو دياب أن الولايات المتحدة لديها مصالحها لذلك لن يتغير بهذا الكلام أي شيء، لأن هدف الاحتلال -أيا كان الحزب في حكومته- هو مصادرة الأرض وهدم المنازل وقمع الفلسطيني، ولم يكن الموقف الأمريكي يوما رافضا لهذا الهدف، بل هو داعم على الدوام، قائلا: "لم تتخذ أمريكا أي موقف حازم تجاه كل تصرفات الاحتلال المخالفة للقوانين الدولية.
ويقول أبو دياب في حديثه لـ"الرسالة نت" إن من يأتي الآن في حكومة الاحتلال لن يغير في الواقع، لذا فإن التصريحات الأمريكية هدفها المحافظة على صورتها أمام العالم، خاصة وأن المتطرفين الصهاينة يصرحون بأنهم ضد حقوق الإنسان علنا.
ورغم أن سلطات الاحتلال طبقت كل معاني الفاشية إلا أن أمريكا لا زالت تتعامل معها، لذلك يعتبر أبو دياب هذا التصريح بالون اختبار للعالم العربي، فلقد كان بإمكان أمريكا أن تفرض عقوبات على الاحتلال أو ألا تقبل بهذه السياسات الفاشية.
ويعتقد أن الأحزاب الدينية تريد أن تفرض رأيها بعنجهية على الجميع، وهذا يخيف الولايات المتحدة من أن تشتعل المنطقة أكثر، مبينا أن أمريكا لا تريد أن يتحول الأمر إلى حرب دينية يخرج فيها هؤلاء عن الطوع الأمريكي أو يرفضون قراراتها.
ويوافق زياد الحموري مدير مركز القدس للدراسات رأي أبو دياب لافتا إلى أن أمريكا كان بإمكانها أن تتخذ موقفا أو تفرض عقوبات في كثير من المواقف، كأيام ارتكاب المجازر في غزة، أو في ظل حملات الاستيطان المتتابعة في الضفة أو حتى كان باستطاعتها ألا تنقل السفارة أو ترفض ضم القدس.
ويقول الحموري في حديثه لـ"الرسالة نت": "في كثير من الأحيان كانت الولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد الدول التي ترفض دعم الاستيطان، ولكن التصريح شيء والتطبيق على أرض الواقع شيء آخر.
ونوه الحموري إلى أن هناك زاوية جديدة في السفارة الأمريكية في القدس للسلطة الفلسطينية لمعالجة القضايا الفلسطينية في القنصلية الأمريكية كما أعلنت. وهذه الوحدة الموجودة هناك ربما قد أحرجت الجانب الأمريكي وهذا ما جعلها تصرح بتصريحات ليست جدية بالضرورة.
ويرى الحموري أن تسلم الأحزاب الدينية زمام الأمور في حكومة الاحتلال مشكلة كبيرة، فسيصبح تسليح المستوطنين أكبر، ودعمهم في أعمال العنف الموجهة ضد الفلسطينيين أكبر وسيتوسع الاستيطان بطريقة أكثر شراسة وهذا بحد ذاته كارثة، وفق تعبيره.