تشعر قيادة الاحتلال (الإسرائيلية) بحالة من الإحباط والعزلة الدولية بعد الصفعة التي تلقاها مستوطنوها ووسائل إعلامها المشاركون في مونديال كأس العالم بقطر، إثر حالة الكره والمقاطعة من الشعوب العربية تجاههم.
وعلى ضوء ذلك يبدو أن الاحتلال يحاول العودة إلى إحياء وتفعيل مسار اتفاقيات التطبيع التي وقعها قبل أعوام مع بعض الدول المُطبعة، عبر زيارة رئيس الاحتلال واللقاءات التي حاول قادة حكومة الاحتلال المتطرفة المقبلة عقدها في السفارة الإمارتية ضمن محاولات البحث عن حفظ ماء الوجه.
وكان وفد من القادة المتطرفين ضم بن غفير ونتنياهو وغيرهم حضروا احتفالات العيد الوطني الإماراتي يوم الخميس الماضي في السفارة الإمارتية بـ "تل أبيب"، بينما توجه الرئيس (الإسرائيلي) إسحاق هرتسوغ، صباح الأحد، إلى البحرين، في أول زيارة رسمية لرئيس (إسرائيلي) منذ توقيع اتفاقيات التطبيع.
وقالت الإذاعة (الإسرائيلية) العامة، إن "هرتسوغ" سيلتقي فور وصوله إلى المنامة ملك البحرين حمد بن عيسى ويجري معه مباحثات "سياسية".
ومن البحرين سيتوجه "هرتسوغ" إلى الإمارات العربية المتحدة يوم الاثنين، حيث سيلتقي محمد بن زايد، وسيشارك في مؤتمر الفضاء الدولي الذي سيعقد في الإمارات.
ويرى الكاتب والمحلل السياسي شرحبيل الغريب، أن مونديال قطر شكل استفتاء عربيا واسلاميا شعبيا تجاه معرفة حجم الاحتلال بين الشعوب العربية واتضحت الصورة أكثر بنبذ (إسرائيل) وعدم قبولها على المستوى العربي والشعبي.
ويوضح الغريب في حديثه لـ "الرسالة" أن مونديال قطر كشف سوءة الاحتلال الذي كان يروج أن التطبيع مع الشعوب أصبح جاهزا، لكن ما جرى في المونديال شكل صفعة على وجهه وكشف الفشل الدبلوماسي الكبير الذي لحق به.
ويبين أن ما يجري الآن هو محاولة إحياء التطبيع مجددا بعد الصفعة التي تعرض لها الاحتلال في المونديال، وإعادة ترميم المسار حتى يصور البعض وقادة الاحتلال أن مسار التطبيع ماضٍ ولم يتضرر.
ويشير الغريب إلى أن الحقيقة مخالفة لذلك وتوجهات الشعوب مخالف للأنظمة وهو ما يعكس الفجوة الكبيرة بين الأنظمة وتوجهات الشعوب التي لن تقبل بحالة التعايش مع دولة الاحتلال.
ويلفت إلى أن كل الجهود والمحاولات لن يكتب لها النجاح أمام الفشل الذريع للأنظمة ومن خلفها فشل محاولة كي الوعي العربي تجاه القبول بالاحتلال كدولة طبيعية في المنطقة.
فيما يعتقد الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل، أن (الإسرائيليين) بدوا يتحدثون عن الفارق بين التطبيع مع الحكومات وبين الشعوب كون أن بعض المشاهد القوية في المونديال والعزلة للاحتلال انعكست عليهم وباتوا يشعرون بالخطر.
ويضيف عوكل في حديثه لـ "الرسالة" أن الاعتقاد السائد لدى الاحتلال أن اتفاق التطبيع لم يعد يتمتع بتلك القوة، لا سيما وأن الأهم منه هو اختراق الشعوب وليس فقط إقامة علاقة مع الأنظمة.
ويوضح أن (إسرائيل) مقبلة على وضع تتجسد فيه العنصرية المتطرفة في ظل الذهاب لحكومة يمينية متطرفة، مما سيشكل خطرا كبيرا على القضية الفلسطينية والأمة العربية التي لن تصمت على صعود الفاشية والعنصرية (الإسرائيلية) لا سيما بعد حالة القلق التي بات يبديها المجتمع الدولي من تشكيل تلك الحكومة.
ويشير عوكل إلى أن الدول المطبعة ستجد نفسها أمام صعوبة البقاء ضمن اتفاقيات التطبيع في ظل المقاطعة الدولية لحكومة الاحتلال المقبلة وضغط الشعوب العربية الرافضة لأي من هذه الاتفاقيات.