جنين تحت المقصلة.. ما الذي تخطط له سلطة عباس؟

محمود عباس
محمود عباس

الرسالة نت-خاص

قبل أيام، ترأس رئيس السلطة محمود عباس، اجتماعا لقادة الأجهزة الأمنية بمقر الرئاسة في مدينة رام الله بحث -بحسب مصادر خاصة- السبل لمحاصرة تنامي ظاهرة المقاومة والعمل على إنهاء الحالات التي باتت تشكل إلهاما للشباب والجيل الجديد.

وكالة وفا الرسمية قالت إن عباس أشاد بجهود الأجهزة الأمنية، مؤكدا (ضرورة تطبيق سيادة القانون وتوفير الأمن والاستقرار لحماية أبناء شعبنا الفلسطيني ومؤسساته الوطنية كافة). وهو العنوان الزائف الذي تروج له السلطة دائما، للتغطية على جريمتها الوطنية بملاحقة المقاومين.

عباس استمع خلال اللقاء إلى تقرير من قادة الأجهزة الأمنية عن الأوضاع الميدانية في المحافظات، وعن خطتهم لملاحقة المقاومة ووأدها في جنين.

قبل اللقاء بيوم، قدم قادة أجهزة أمن الاحتلال إحاطة للجنة الخارجية والأمن في الكنيست، حذّرت من محاولات فصائل المقاومة الفلسطينية تشكيل خلايا ستعمل على تنفيذ عمليات في القدس والضفة.

وتشير تقديرات أجهزة الاحتلال الأمنية، إلى أن الفترة المقبلة سوف تشهد تصعيدا في العمليات الموجهة ضد أهداف (إسرائيلية)، بما في ذلك زيادة في شدتها وحجمها وتصعيدا في نوعيتها.

ممثلو أجهزة الاحتلال الأمنية قالوا إن وضع السلطة بات "مستقرا"، وشددوا على ضرورة "تعزيزها وتقويتها قدر الإمكان"، وأوصوا بمواصلة سياسة "العصا والجزرة" على المستويين الاقتصادي والمدني.

وأضاف المسؤولون الأمنيون أنه لا يوجد حاليًا أي خطر حقيقي يهدد بانهيار السلطة الفلسطينية أو وصول حركة حماس إلى مراكز القوة فيها.

كما كرروا التأكيد على "ضرورة تعزيز السلطة قدر الإمكان" ومواصلة التنسيق الأمني معها، علما بأن رئيس لجنة الخارجية والأمني المؤقتة في الكنيست هو يوآف غالات (الليكود)، المرشح الأبرز لتولي منصب وزير الأمن المقبل.

وبالعودة إلى الأوضاع في مخيم جنين، واجتماع قيادة السلطة لبحث كيفية إنهاء حالة المقاومة هناك، تحت غطاء تحقيق الأمن والاستقرار لشعبنا، أكدّ القيادي في حركة الجهاد الإسلامي ماهر الأخرس، أن ما يجري في المخيم من جرائم تتمثل في الاغتيالات والإعدامات، هي ثمرة التنسيق الأمني مع السلطة، وتآمرها مع الاحتلال.

وقال الأخرس لـ"الرسالة نت": "السلطة متآمرة مع الاحتلال، وكل ما يجري هو ثمرة إجرام تنسيقها الأمني، ومن لا يعتقد أن السلطة متورطة في هذه الأحداث يبقى فاقد العقل".

وأوضح أن الاعتقالات السياسية المستعرة بحق أبناء حماس والجهاد ومقاتلي فتح الرافضين لمسار السلطة، علاوة عن اجتماعاتهم الأمنية التي لم تتوقف للحظة، "كل هذه شواهد حيّة على تآمر السلطة ودورها في الجرائم التي ترتكب بجنين".

وكشف الأخرس عن عروض تقوم بها السلطة لمقاتلين من حركة فتح بجنين وبقية محافظات الضفة، "سلم سلاحك واحصل على وظيفة، البعض وافق، لكن هؤلاء لا يمثلون 5% من كل الحالة الجهادية والنضالية، وكان هناك رفض عارم من معظم المقاتلين".

وذكّر بما فعله الاحتلال لمن قبل سابقا عرض العفو، "منهم من قتله الاحتلال بمجرد خروجه من المقاطعة، ومنهم من أعاد اعتقاله مرّة أخرى"، مضيفا: "هذه الحوادث لا تزال حيّة عند أبناء شعبنا بأن الاحتلال لا عهد له ولا ذمة".

وعدّ ما تقوم به السلطة وظيفة أمنية مباشرة في حماية الاحتلال ومحاولة إنهاء أي عمل يؤدي إلى مواجهته.

مصادر عدة كشفت أن قيادة وأجهزة السلطة قدموا عروضا لمطاردين ومقاومين في الضفة لإغرائهم بترك السلاح، مقابل وعود بالعفو والوظائف وإغداق المال عليهم.

بدورها، أكدت هدى جرار والدة الشهيد المقاوم الأيقونة إبراهيم النابلسي، أن العروض التي قدّمت للمطاردين لم تنجح، قائلة: "هي إشاعات يرددونها، وأمنيات يحلمون بها".

وأضافت جرار لـ"الرسالة نت": "المقاوم الشريف لا يتخلى عن سلاحه(..) والشرفاء يصونون عهد الشهداء، ولو خرجت مليون إشاعة فهي لا تنال من عزم الصادقين الذين لن يتخلوا يوما عن دفاعهم عن المسرى والحرم الإبراهيمي، وهما خطّان أحمران عند كل شريف".

وشددت على أن "المقاومين لن يتخلوا عن مبادئهم، وشعبنا عنيد في حقه ولن يتخلى عن دربه في المقاومة، ويزداد عزيمة وقوة وإصرارا".

وعن المتآمرين ضد المقاومة، قالت: "الله يعلم كل فاسد، المهم أن نستمر في الطريق ولا نحيد عنه".

البث المباشر