ظنّ العدو الصهيوني واهماً أن حالة ضبط النفس التي تبنّتها المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها كتائب القسام بعد انتهاء معركة الفرقان، هي حالة ضعف تمر بها المقاومة الفلسطينية، وستمكنه من الوصول لأي هدف دون ردّ يذكر من رجال المقاومة.
فازداد تغوّل جيشهم المهزوم على أبناء الشعب الفلسطيني، فما كان من كتائب القسام إلا أن أرسلت للاحتلال تهديداً بالنار الموجه، الذي أصاب إحدى آلياته التي حاولت التوغل قليلاً شرق البريج وسط قطاع غزة.
وعندما أخفى العدو عن جمهوره مفاد الرسالة، وحاول عبثاً تجاهل ما حدث، خرج لهم الناطق باسم الكتائب ببرقية تفك رموز رسالة النار قال فيها: "إذا لم يكونوا قد فهموا مغزى رسائلنا في الأيام الماضية فسيصلهم المزيد منها، وعليهم أن يقرؤوها بتمعن ودقة، ليعلموا أن العجلة لن تدور إلى الوراء".
رسالة النار
ففي تمام الساعة 16:50 من عصر يوم الاثنين الموافق 06-12-2010م، بعثت كتائب الشهيد عز الدين القسام برسالة النار، عندما تمكّن مجاهدوها من استهداف دبابة من نوع "ميركافا 3"، كانت متوغلة شرق البريج وسط قطاع غزة بصاروخ موجه، ولأول مرة في تاريخ المقاومة الفلسطينية.
رسالة تهديد بطنتها كتائب القسام بلهب صاروخ جديد يستعمل ولأول مرة في تاريخ الصراع مع جيش الاحتلال، ومع نفثه الخارق لدبابة "الميركفا"، والذي أطاح برؤوس طاقم الدبابة، رسّخت الكتائب قواعد اشتباك جديدة مع الاحتلال.
هذا ولم تتبن كتائب القسام الهجوم في حينه، لكن الاحتلال كان على علم بالجهة المنفذة وتفاصيل الرسالة الموجهة، إلا أن أبو عبيدة الناطق باسم الكتائب بعد أيام من تنفيذ العملية ألمح خلال مؤتمر صحفي بأنه على الاحتلال أن يفهم الرسائل جيداً، ولم يكتف بذلك بل أعلن عن تبني كتائب القسام لعدد من العمليات التي نفذت سابقاً.
وبعد عامين من الاستهداف وخلال معركة حجارة السجل، تبنّت الكتائب الهجوم رسمياً، خلال رسالة موجهة لسلاح الدبابات في الجيش الصهيوني بعنوان "أتذكرون"، حيث عرضت الكتائب تصويراً لعملية الاستهداف.
مصدر رعب
استخدام كتائب القسام للصواريخ الموجهة، أجبر رئيس هيئة أركان جيش الاحتلال في حينها للقول: "مثل هذا النوع من الصواريخ يهدد أمن جيشنا".
بعدها دأبت الصناعات العسكرية الصهيونية في العمل لإيجاد الحلول المناسبة للحد من خطر هذه الصواريخ الموجهة التي تمتلكها كتائب القسام، ولم تتمكن من إيجاد الحلول المناسبة، رغم الإعلانات المتكررة عن أنظمة مطورة للتصدي لمثل هذه الصواريخ.
واستخدمت بعدها الصواريخ الموجهة خلال معركة حجارة السجيل، حيث تم استهداف عدد من جيبات الاحتلال شرق القطاع، وخلال معركة العصف المأكول استطاع المجاهدون استخدام الصواريخ الموجهة لاستهداف عدد كبير من الآليات وإيقاع الخسائر فيها، وتم توثيق عدد من هذه الرمايات.
وقد كانت آخر رسائل النار للعدو الصهيوني، في مايو 2019 استهداف مركبة عسكرية بصاروخ موجه شمال قطاع غزة، بعد أشهر قليلة من استهداف حافلة للجنود الصهاينة في منطقة أحراش مفلاسيم شرق جباليا بصاروخٍ موجهٍ من طراز "كورنيت" والذي أسفر عن مقتل وإصابة من بداخلها. ونشر موقع القسام الالكتروني مؤخراً تفاصيلاً دقيقة حول استهداف الحافلة.
لطالما كانت ولا زالت كتائب القسام السبّاقة وصاحبة الريادة في العمل الفلسطيني المقاوم، وكما عهدها شعبها وعدوها بأنها تفرج عن كل جديد من ترسانتها العسكرية في كل جولة مع الاحتلال، ولا زالت تضيف إلى سجلات المجد مزيداً من سطور العز التي تكتب بمداد دماء شهداءها في كافة ميادين الجهاد.
المصدر: الموقع الالكتروني لكتائب القسام