تشير مشاهد دعم الجمهور العربي لفلسطين خلال كأس العالم في قطر، إلى مدى ارتباط الشعوب العربية وعدم تخليها عن القضية الفلسطينية، في وقت كانت إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب و(إسرائيل) تعتقدان أنّ توقيع اتفاقيات التطبيع مع بعض الأنظمة العربية سيعني تخلّي العرب عن فلسطين.
وقال موقع "ذي إنترسبت" الأميركي، في تقرير، الإثنين، إنّ دعم المشجعين من جميع أنحاء العالم العربي في كأس العالم بقطر، لفلسطين، أظهر عدم إمكانية تحقيق السلام الذي تحدث عنه جاريد كوشنر مستشار الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب.
وبحسب الموقع، فإنّ كوشنر وزوجته إيفانكا ترامب وعائلتهما قد زاروا قطر مدة ثلاثة أيام لحضور الجولة الأولى من مباريات كأس العالم، وربما استمعوا إلى الهتافات والأغاني الداعمة لفلسطين هناك.
ويضيف الموقع أنّ اللافتات الضخمة التي رفعت في المدرجات مثل "فلسطين حرة"، وتريد شعارات مثل "بالروح بالدم نفديك يا فلسطين"، واقتحام المشجعين المقابلات التلفزيونية الإسرائيلية للتلويح بالأعلام الفلسطينية وتوبيخ المراسلين، تشير إلى الدعم اللافت ومدى سوء تقدير كوشنر، بتحقيق السلام، عندما أقنع ترامب بعض الحكام العرب بتوقيع اتفاقيات تعاون اقتصادي مع إسرائيل دون احترام الحقوق الفلسطينية.
وانتشر الكثير من هذه الفيديوهات التي تؤكد الدعم لفلسطين عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بعدما لاقت احتفاء واسعاً، فيما وجه مشجعون انتقادات لقطر للسماح للصحافيين (الإسرائيليين) بتغطية المونديال.
وفي أحد الفيديوهات، يظهر صحافي (إسرائيلي) حائراً إثر رفض الجمهور المغربي إجراء مقابلات معه، ما دفعه إلى سؤالهم "ألم نوقّع اتفاق سلام؟"، ليردوا بإطلاق هتافات داعمة لفلسطين، كما انتشر فيديو بشكل كبير لمشجع سعودي وهو يقول باللغة الإنكليزية لمراسل الإذاعة الإسرائيلية: "لا توجد (إسرائيل)، هناك فقط فلسطين".
وكان كوشنر قد زعم في مذكراته "كسر التاريخ" أنه حقق "نقطة تحول حقيقية في التاريخ" بتوقيع خمس دول ذات غالبية إسلامية (الإمارات، البحرين، المغرب، السودان، كوسوفو)، اتفاقات تطبيع مع (إسرائيل).
ووفقاً لمذكرات كوشنر كان يهدف من اتفاقيات التطبيع إلى إنهاء الصراع العربي (الإسرائيلي)، عبر إقامة علاقات مع دول عربية غير مركزية في الصراع. وعلى الرغم من ادعاءاته المبالغ بها، كان واضحاً منذ البداية، بحسب "ذي إنترسبت"، عدم وجود دعم شعبي كبير في العالم العربي لاتفاقيات التطبيع، فيما يقبع ملايين الفلسطينيين تحت الحكم العسكري (الإسرائيلي).
ويقول الموقع" الإحصائيات عام 2020، أي عندما وقع المغرب اتفاق التطبيع مقابل اعتراف واشنطن بمغربية الصحراء، أظهرت أنّ 80% من المغاربة رفضوا الاعتراف الدبلوماسي بإسرائيل، فيما أجمع 89% من التونسيين و88% من القطريين في استطلاعات رأي في ذات العام، على مركزية القضية الفلسطينية، بينما قال 6% من السعوديين إنهم يدعمون الاعتراف بإسرائيل".
من جهتها، قالت الباحثة في منتدى التفكير الإقليمي في القدس، إليزابيث تسوركوف، على "تويتر": "يدرك الصحافيون الإسرائيليون أنّ العرب يكرهون (إسرائيل).. لقد اعتقدوا أنّ تطبيعهم مع الأنظمة الاستبدادية سينسي العرب القمع الإسرائيلي للفلسطينيين".
وقالت الصحافية الفلسطينية لينا السعافين، عبر "تويتر"،:" الصحافي الإسرائيلي زار شيشنيك يعتقد أنّ العرب سيرحبون به لأنّ بعض حكوماتهم طبّعت العلاقات مع إسرائيل، فيما عبّر الكاتب الفلسطيني داود كتاب عن دهشته من اندهاش الصحافيين الإسرائيليين بمستوى عدم تقبّل العرب لإسرائيل، مشيراً إلى أنّ ذلك يأتي كرد فعل لما تفعله إسرائيل في فلسطين".