قال النائب فتحي قرعاوي إن انطلاقة حركة المقاومة الإسلامية "حماس" قد أحيت روح الأمة من محيطها إلى خليجها، وأحيت الروح لدى كل أحرار العالم بعد أن ظن المتربصون بالقضية الفلسطينية أنها قد ماتت وصلوا عليها أربع تكبيرات.
وأكد قرعاوي أن القضية الفلسطينية هي قضية أمة، وأن حماس حركة ممتدة على مستوى الأمة من محيطها الى خليجها ومن أقصاها إلى أقصاها، ما جعل الأمة تلتف حولها وتنظر إليها على أنها الأمل القادم والذي سنرى نتائجه الخيّرة قريباً بإذن الله حين يأذن الله بالنصر والتحرير.
وأضاف قرعاوي: "تمر هذه الأيام بذكرى انطلاقة حماس الخامسة والثلاثون، في ظل ظروف محلية ودولية وإقليمية معقدة وتشابك في الخطوط والمصالح، وفي ظل تغول الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية واستمراره في خطواته الضاغطة على الشعب الفلسطيني ودون معقّب ولا معارض".
قادتها شهداء
أشار قرعاوي إلى أن ذكرى الانطلاقة اليوم تذكرنا بالرعيل الأول من قادة هذه الحركة الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه والذين منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا.
ولفت إلى أنه قد دفع جيل التأسيس الثمن؛ ثمن أن تستمر هذه المسيرة والتي انطلقت من رحم المعاناة والألم وتهميش القضية؛ بل ومحاولة إنهائها واقصائها وفرض حلول هزيلة لا يقبل بها الشعب الفلسطيني.
وشدد قرعاوي على أنه لا مجال للرجوع الى الوراء بعد هذا الجيش العظيم من الشهداء وهذه الفيالق من الأسرى والتي تغص بهم أروقة السجون والأعداد الهائلة من الجرحى والمصابين.
وأكد على أن الانطلاقة قد سارت قدما ولا مجال هناك للرجوع أو الانكفاء ما دام هناك أجيال من الرجال والشباب الذين اخذوا على عاتقهم تكملة المشوار.
فجر يتلألأ
قال النائب قرعاوي إن الظلم مهما طال وأن الليل مهما استمر ورغم حلكته واسوداده فإننا نلمح خيوط الفرج ونور الفجر يتلألأ من بعيد ومن خلفه الصادقون، ولذلك لا يجوز اليأس أو التردد مهما بلغت وعورة الطريق واشتداد العتمة.
ونوه قرعاوي إلى مرور أيام صعبة للغاية على الأمة، سقط فيها صفوة الرجال، ولكن سرعان ما نهضت الأمة من كبوتها.
وذكر أننا نرى أن المرحلة القادمة هي مرحلة الانفراج خاصة فيما يتعلق بقضايا الأمة المصيرية وعلى رأسها القضية الفلسطينية، فمن كان يصدق أن الانتفاضة وبهذا الحجر المتواضع تقلب الموازين وتغير الواقع المر الى واقع وأمل نراه مزهراً ويقترب من تحقيق الهدف.
وبيّن أن أجيال الشباب والتي لم تتوقف فيها عن النزيف فداءً لأقدس قضية ولأعظم ملحمة في تاريخ الملاحم في العصر الحديث ستكون النور والنار؛ النور الذي يضيء الطريق والنار التي تحرق كل متردد ومتآمر.
وأكد قرعاوي أن ذكرى الانطلاقة اليوم وشعبنا ما توقف عن العطاء، لتجدد فينا كل الأمل والروح الوثابة نحو مستقبل واعد يُعزّ فيه شعبنا وترتفع رايته وتنتكس فيه كل رايات الخذلان والتخذيل.
وأوضح أنه قد فاجأت الأحداث الأخيرة كل المراقبين والمتابعين لأحداث القضية، أن قضية عظيمة كهذه يستحيل أن ينطفئ اوار نارها أو أن ينكفئ زخم عطائها، مهما طال الزمن وكثرت التبعات واستمر الضغط فإن الحق أبلج وصاحب الحق لا يمكن أن يتنازل عن حقه مهما كثر المخذلون من حوله.