قائمة الموقع

السلطة لمؤيدي حماس: لن نسمح برفع رؤوسكم في الضفة

2022-12-13T21:33:00+02:00
\
الرسالة نت – خاص

في ضفة العياش لا غرابة أن تجد ضابطا في السلطة يتسلق عامودا خشبيا معلقا عليه راية حماس لإنزاله، أو يجبر مواطنين على مسح شعارات نُقشت على الجدران في ذكرى انطلاقة الحركة الـ 35، ومن الطبيعي في مثل هذا التوقيت كل عام سماع خبر اعتقال العشرات من مؤيدي الحركة، ليس من باب كتم حرية الرأي وتقييد الحريات فحسب، بل لإثبات الولاء للاحتلال وبأن التنسيق الأمني مستمر.

أمس، وفي فيديو انتشر للأسير المحرر محمود عويوي، ظهرت قوة من عناصر أمن السلطة ملثمين، قيدوه واقتادوه بعدما اقتحموا مجمعا تجاريا في الخليل، للوهلة الأول ظن المتابعون أنهم جنود الاحتلال ليتبين عكس ذلك.

ردد عويوي عدة مرات "والله أنا لا جاسوس ولا تاجر مخدرات، أقسم بالله بس لأني حمساوي" ليوضح للمتواجدين سبب اعتقاله، بينما عناصر الشرطة تسحبه للخارج.

ورصدت لجنة أهالي المعتقلين السياسيين 142 انتهاكاً لأجهزة السلطة في الضفة خلال 48 ساعة وهي: 27 اعتقالا سياسيا، 78 استدعاء، 13 تمديد اعتقال، 18 اقتحام منازل، 6 اعتداءات على النساء - إحداهن ما زالت في المشفى.

تواصلت "الرسالة نت" مع الناشط السياسي عبد الله شتات الذي لا يزال حرا لكنه يتوقع في أي لحظة أن تطرق الأجهزة الأمنية باب بيته لاعتقاله، فهو مستعد منذ أسبوع لهذه اللحظة كما جرت العادة، مشيرا إلى أنه لن يسمح لهم هذه المرة بذلك.

وذكر شتات أن حملة الاعتقالات سنوية، لكن الجديد هذه المرة أن جهاز الاستخبارات يشارك فيها رغم أنه توقف عن استدعاء المدنيين والتدخل في الشأن الداخلي بين فتح وحماس منذ عام 2010.

ولفت إلى أن الحملة جاءت أيضا في توقيت مخالف للتوقعات لاسيما وأنه قبل أسبوعين كان هناك حديث لكل من رئيس السلطة محمود عباس ورئيس الوزراء محمد اشتيه عن الوحدة الوطنية والتشديد على الحريات، لكن ما يجري على الأرض يناقض تصريحاتهما، عدا عن سماح أمن غزة بإقامة مهرجان في ذكرى استشهاد أبو عمار، في المقابل ردت سلطة رام الله على ذلك بمزيد من القمع والاعتقالات.

ويرى شتات أن الهدف من وراء هذه الاعتقالات إيصال رسالتين الأولى خارجية للاحتلال وهي "لا زلنا نعمل معكم"، والثانية للداخل لردع أبناء حماس "لن نسمح لكم برفع رؤوسكم في الضفة"، ومحاولة لكسر شوكة المناطق التي خرجت عن سيطرة السلطة العام الماضي برفع الرايات والكتابة على الجدران.

وأوضح أن أجهزة السلطة استبقت الحدث هذا العام وشنت حملات مكثفة في مناطق معينة مثل بيت لحم وصوريف وبيت كاحل ومراكز المدن، وتسلقوا الأعمدة وانتزعوا الرايات الخضراء.

ويؤكد شتات أنه يحاول تجنب الاعتقال، رغم أنه يدرك أنه سيجري الإفراج عن الجميع منتصف الشهر بعد توقيعهم على تعهدات بعدم الاشتراك في أنشطة حماس، مشيرا إلى أنه كان من الأولى أن تتحدث السلطة مع قيادات الحركة بالضفة وتعلمهم بوقف الفعاليات هذا العام مما سيخفف حدة التصادم.

ضغوط الاحتلال

عبر صفحة الفيسبوك كتب الناشط جاد قدومي: "مع اقتراب انطلاقة الأخضر، اعتقالات بالجملة في أنحاء الضفة لأنصارها، استدعاءات واقتحام بيوت، تحت ذريعة منع القيام بأي فعاليات لإحيائها (..) كل هذا بعد وقت قصير من إحياء ذكرى أبو عمار في غزة تحت حماية الأمن هناك".

وتابع: "السلطة تتصرف وقد أخرجت من حساباتها نهائيا رأي الناس وشعبيتها بينهم، وكأنها أيقنت أنها نظام يتخذ شرعيته بالقوة، فلا قانون ولا عقلاء يحكمون تصرفاتها"، مشيرا إلى أن الذي حدث فعلياً هو إحياء ذكرى انطلاقة الأخضر من جنين إلى الخليل بأيدي من يعتقدون أن القمع هو الحل.

وفي ذات السياق ذكر الحقوقي مصطفى شتات أن الاعتقال السياسي موضوع قديم جديد في الضفة لأن بنية النظام السياسي الذي تقوده السلطة قائم على التعاون الأمني مع (إسرائيل).

أما قانونيا أكد شتات أن اعتقال الشخص بسبب انتمائه الحزبي يخالف القانون الفلسطيني، ومقترفها يعد مرتكبا جريمة يعاقب عليها بالحبس أو الطرد من منصبه، موضحا أن تعذيب المعتقل سياسيا أيضا جريمة لا تسقط بالتقادم وفق القانون الدولي لحقوق الإنسان.

وبحسب شتات، فإن الاعتقالات زادت بسبب انطلاقة حماس، فهناك ضغوط من الاحتلال على السلطة لذلك زادت من وتيرة ملاحقة النشطاء وإيقافهم على ذمة التحقيق.

ويبدو أن السلطة تريد إعادة سيطرتها على شباب الضفة عبر ملاحقتهم قانونيا، وقمع أنشطتهم التي تحدث فيها التجمعات، فتلك الحوادث ترهب السلطة وتجعلها "بلا قيمة" لدى الجيل الجديد

اخبار ذات صلة
فِي حُبِّ الشَّهِيدْ
2018-04-21T06:25:08+03:00