عادة حين ينشأ أي حزب سياسي يبدأ قويا وحاضرا في الميادين، ثم تضعف قوته تدريجيا على أرض الواقع، لكن ما فعلته حركة حماس كان مغايرا لكل قواعد اللعبة، فهي كما تصعد تدريجيا في المجال العسكري والمقاومة، كسبت الجماهير بمختلف طوائفهم وفكرهم لما قدمته من تضحيات نالت من المحتل.
وكما تعمل حماس على المقاومة في غزة وتتصدى لأي عدوان (إسرائيلي)، ففي الضفة -رغم التضييق الذي تعانيه- تدعم المقاومين بعيدا عن أكذوبة التسوية التي انتهجتها سلطة رام الله، فعلى رأس أولوياتها احتضان الشعب هناك، عدا عن ضغطها المستمر على الاحتلال للإفراج عن الأسرى المعتقلين منذ عقود.
ورغم عمليات القمع وتكميم الأفواه التي تقودها أجهزة السلطة الأمنية في رام الله خلال ملاحقتها لعناصر حماس خاصة في الأيام الأخيرة تزامنا مع انطلاقة الحركة، إلا أن مؤيدي الحركة يخرجون في الشوارع متحدين السلطة في انتمائهم للمقاومة حيث العبارات المنقوشة على الجدران تجدد بيعتهم لها، عدا عن الرايات الخضراء التي ترفرف على أعمدة قرى الضفة ومراكز بلداتها.
ونجحت الكتلة الإسلامية بإقامة حفل الانطلاقة في جامعات الضفة ومنها بيرزيت التي احتشد بها المئات من الطلبة للحضور وتأييد نهج المقاومة.
وما يجعل الجماهير ملتفة حول حركة حماس هو تمسكها بعناوين المقاومة كالأقصى الذي يعتبر خطا أحمرا لا يمكن المساس به، وكان ذلك جليا حين جاء الرد على الاقتحامات بمعركة سيف القدس مايو 2022، وكذلك الأسرى والمطالبة بالإفراج عنهم، عدا عن انتقام الحركة من أي عمل استيطاني في الضفة يقوم به الاحتلال.
وللشهداء أيضا مكانة رغم رحيلهم، حيث يتم تكريمهم واحتضان ذويهم ورفع شأنهم وتقديرهم كما لو كانوا أحياء، فمساندتهم واجبة وذلك عرف لدى الحركة.
مجموعات المقاومة وعرين الأسود
وأكد استطلاع للرأي أجراه المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية بالتعاون مع مؤسسة "كونراد أديناور" في رام الله، أن حركة حماس هي الأجدر بتمثيل الشعب الفلسطيني وقيادته.
وأظهر الاستطلاع الذي أجري في الضفة الغربية وقطاع غزة في المدة بين 7-10 كانون أول (ديسمبر) 2022، تأييدا واسعا من الفلسطينيين لكتائب ومجموعات المقاومة في الضفة مثل عرين الأسود.
كما كشف عن مزيد من التراجع في شعبية حركة فتح وقيادتها، وتزايد الرفض لما يسمى بحل الدولتين وحل الدولة الواحدة الديمقراطية.
ووفق ما جاء في الاستطلاع، فإن حركة حماس هي الأجدر بتمثيل وقيادة الشعب الفلسطيني كما يرى الشعب.
كما يظهر الاستطلاع أن أكثر من 70% من الجمهور يدعمون فكرة تشكيل كتائب مسلحة مثل "عرين الأسود"، لا تخضع لأوامر السلطة الفلسطينية وليست جزءاً من قوى الأمن الرسمية.
وتؤكد الأغلبية الساحقة أنه لا يحق للسلطة الفلسطينية اعتقال أفراد المقاومة في الضفة لمنعهم من القيام بأعمال مسلحة ضد الاحتلال أو لتوفير الحماية لهم.
وبلغت نسبة عدم الرضا عن أداء عباس 73%، وتقول نسبة 75% أنها تريد من الرئيس الاستقالة.