ثمار معركة سيف القدس

المقاومة في الضفة تنهض بتشكيلات جديدة وأساليب مبتكرة

الضفة المحتلة- الرسالة نت

بجيل جديد أكثر وعيًا، وشباب أزهر حب الوطن في قلوبهم، تواجه الضفة الغربية جيشًا عنصريًا من الجنود والمستوطنين الصهاينة.

وأثمرت معركة سيف القدس التي خاضتها المقاومة بشكل مختلف عام 2021، روحا جديدة سرت في الضفة الغربية، أزالت الرماد من فوق جمر المقاومة المتقد، وبعثت في جسد الوطن روحا جديدة تؤمن بأنه لا للمستحيل.

ودخلت الضفة خلال عام 2022 مرحلة جديدة عنوانها المقاومة وتحدي عربدة الاحتلال والمستوطنين، بمجموعات من المقاومين الشباب الذين وضعوا على عاتقهم التصدي لاقتحامات الاحتلال والثأر لدماء الشهداء، فبرزت مجموعات المقاومة من كتيبة جنين وعرين الأسود وغيرها.

عرين الأسود
اتخذت مجموعة من المقاومين البلدة القديمة في نابلس عرينا ونقطة انطلاق للتصدي لاقتحامات الاحتلال، والاشتباك معه، حتى استشهد المقاومين محمد العزيزي وعبد الرحمن صبح، حيث جرى الإعلان رسميا في حفل تأبينهما عن اسم "عرين الأسود" كجسم عسكري جامع لعناصر المقاومة من الفصائل الفلسطينية في نابلس.

وبدأ اسم العرين ينتشر في الأرجاء مع عمليات فدائية وتصدي بطولي لقوات الاحتلال، ولتعمّد بالدم مع قافلة من الشهداء، ما أنتج تجاوبا شعبيا واسعا من الجماهير مع دعوات العرين للتظاهر ومواجهة اقتحامات المستوطنين والاحتلال.

واستخدم العرين الرصاص والعبوات المتفجرة وكمائن موت، في مواجهة العدو المحتل، ونفذ مقاومو العرين عشرات عمليات إطلاق النارـ أدت إحداها إلى مقتل جندي صهيوني يوم 11 أكتوبر 2022.

واقع مشرف؛ لكنه تعرض لسهام التنسيق الأمني، وبدأت أجهزة السلطة الأمنية عملية ضغط وملاحقة شرسة للمقاومين، ودخلت في مواجهة علنية مع أهالي نابلس بعد اعتقال المطاردين للاحتلال مصعب اشتية وعميد طبيلة في 19 سبتمبر 2022.

وزفت نابلس قافلة طويلة من الشهداء المقاومين وفي مقدمتهم أدهم مبروكة ومحمد الدخيل وأشرف المبسلط، فيما قدمت العرين العديد من أبطالها شهداء، أمثال محمد العزيزي وعبد الرحمن صبح وإسلام صبوح وإبراهيم النابلسي وتامر الكيلاني، ووديع الحوح.

وكما تركت وصية الشهيد باسل الأعرج "المقاومة جدوى مستمرة" أثرًا بارزًا في نفوس الشباب الفلسطيني، برزت وصيت الشهيد إبراهيم النابلسي بشكل واسع، وأشعلت كلماته "لا تتركوا البارودة" روح الجهاد في قلوب الكثيرين.

كتيبة جنين
وفي جنين، كانت معركة سيف القدس وعملية نفق الحرية في سجن جلبوع، قد أنتجت مبكرا مجموعة من المقاومين في مخيم جنين الذين تحلقوا حول حب الوطن والدفاع عن جنين، تحت مسمى "كتيبة جنين".

وقدمت الكتيبة من روادها الشهداء جميل العموري، وعبد الله الحصري وفاروق سلامة ومحمد السعدي وداوود ونعيم الزبيدي وغيرهم من الأبطال الذين مثلوا قدوة للجيل الفلسطيني الشاب.

وشكل مقاتلو الكتيبة والمقاومة درعا لحماية مخيم جنين والتصدي لاقتحامات الاحتلال لجنين، كما نفذوا عشرات عمليات الإغارة على أهداف الاحتلال من الحواجز العسكرية ومركبات المستوطنين.

مجموعات عسكرية أخرى
كما انضم المقاومين في عدة مواقع بالضفة لمجموعات مقاومة أخرى كمجموعة "كتيبة بلاطة" و"حزام النار" الذي نفذوا عدة عمليات إطلاق نار استهدفت قوات الاحتلال والمستوطنين.

 وبرزت كتيبة بلاطة، بعمليات التصدي لاقتحام الاحتلال للمنطقة الشرقية من نابلس وقبر يوسف، حيث خاضت اشتباكات عنيفة، وزرعت الخوف في صفوف المستوطنين، حيث اضطر الاحتلال لتوفير قوة عسكرية كبيرة لتأمين اقتحام المستوطنين قبر يوسف.


لا احتلال دون ثمن
لقد أعادت المقاومة خلال هذا العام تذكير العدو أن الاحتلال غير مجانٍ، وأنه لا أمن له في بلادنا، وأنه راحل لا محالة. 

لقد تمكنت المقاومة من ضرب الكيان من بئر السبع إلى تل أبيب والقدس، وهزت أركان جيشه في الضفة من الخليل والأغوار إلى سلفيت وجنين ونابلس.
 
وبعد أن كان الاحتلال يتبجح بشعارات ضم الضفة وتوسيع الاستيطان، بدأ يستعيد وعيه ويعترف أن الشعب الفلسطيني لم ينهزم ولن يقر باحتلال ولن يتعايش مع الاستيطان مهم طال الزمن.

البث المباشر