قائمة الموقع

"الشرعية الدولية".. عصا عباس في دولاب المصالحة

2022-12-18T10:46:00+02:00
عباس وبايدن
الرسالة- محمد عطا الله

يُصر رئيس السلطة محمود عباس، على اعتراف حركة حماس بشروط الرباعية الدولية كشرط أساسي من أجل الذهاب لإتمام المصالحة الفلسطينية، وهو الشرط الذي يفجّر دائما الاتفاقات التي تتم لإنهاء الانقسام.

وبعد عشرات الجولات وستة عشر عاما من لقاءات المصالحة، تصطدم تلك الجهود بالجدار الذي يتمسك به عباس كأساس لتشكيل أي حكومة مقبلة، وهو ما يعيد الأمور عادة إلى نقطة الصفر.

ويمكن القول إن شروط الرباعية الدولية التي يتمسك فيها رئيس السلطة تتمثل فيما يلي: الالتزام باتفاقيات أوسلو، والاعتراف بـ(إسرائيل)، ونبذ العمل المسلح ضد (إسرائيل) بوصفه "إرهابًا".

وقد استطاعت حماس تحدي الإرادة الدولية طوال السنوات الماضية ورفضت شروط الرباعية، خاصة حينما شكلت الحكومة وقادتها، بعد فوزها في الانتخابات التشريعية عام 2006.

ومؤخرا، أعلن رئيس حركة حماس في قطاع غزة يحيى السنوار خلال كلمته في مهرجان ذكرى انطلاقة الحركة الـ 35 رفضه الصارم القبول بشروط الرباعية الدولية والاعتراف بالكيان (الإسرائيلي) من أجل إتمام المصالحة، والتي يضعها عباس كعقبة تعجيزية في هذا الملف.

والرباعية الدولية، لجنة دولية تتكون من روسيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، جعلت على عاتقها مهمة حل المشاكل العالقة بين السلطة الفلسطينية و(إسرائيل)، وهي المهمة التي فشلت فيها بسبب غض الطرف عن تعنت الاحتلال.

 رفض جامع

ويرى الكاتب والمحلل السياسي عبد الله العقاد، أن هذه الشروط يرفضها الشعب الفلسطيني بمجمله، كونها تنص على تجريم المقاومة والتخلي عنها، على اعتبار أنها احدى الشروط التي تنص عليها ما يسمى بالرباعية الدولية.

ويوضح العقاد في حديثه لـ "الرسالة" أن هذه الشروط جاءت بناءً على طلب وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس، عندما فازت حركة حماس في الانتخابات التشريعية وكان هدفها تعجيزيا بغرض عدم التعاطي مع نتائج الانتخابات في ذلك الحين.

ويبين أن تمسك عباس بهذه الصيغة إلى يومنا يعني رغبته بعدم لم الشمل الفلسطيني كونه يتناقض مع توجهات المقاومة، بدلا من تجاوزها والتمسك بقوانين تدعم حق شعبنا في مقاومة الاحتلال وإنهاؤه.

وأشار إلى أن الصيغة التي وضعتها الجزائر مناسبة وتنص على احترام القرارات الدولية التي تحفظ الحق الفلسطيني وتم التوافق عليها، لكن سرعان ما تراجع عباس عنها وأعاد المطالبة بشرط الرباعية الدولية.

ويؤكد الكاتب والمحلل السياسي محمد شاهين أن ما يكرره عباس من الرجوع لشروط الرباعية كشرط أساسي للمصالحة بمثابة لغم في طريق المصالحة وعصا في دواليبها لتأكده أن حماس ومن خلفها مبادئها ومشروع المقاومة لن تقبل بالشروط.

ويوضح شاهين في حديثه لـ "الرسالة" أن رفض هذه الشروط قائم على أساس أنها تضمن الاعتراف بالكيان والتنازل عن أجزاء كبيرة من الأراضي الفلسطيني لصالح المحتل، وهي انحياز سافر للاحتلال في ظل ازدواجية المعايير التي يتبعها الاحتلال في التعامل مع القضية الفلسطينية.

ويشير إلى أن السبيل للخروج من هذه الدوامة هي توفر الإرادة السياسية لدى عباس عبر تشكيل حكومة تكنوقراط تلبي احتياجات شعبنا دون أن تجبر حركة حماس للاعتراف بالشرعية الدولية، بالإضافة إلى إجراء الانتخابات العامة.

ويلفت إلى أن اتفاقية أوسلو ماتت وفشلت ويتنصل منها الاحتلال نفسه، ولن تتمكن الرباعية الدولية ولا الدول الداعمة لها من فرضها على الاحتلال وإلزامه بها، كون الأخير لا يؤمن إلا بقدرته على السيطرة وقضم المزيد من الحقوق الفلسطينية وسرقة الأرض.

اخبار ذات صلة