غزة / ديانا طبيل
ما أن تحل نهاية المواسم حتى يضع أصحاب المحال التجارية على اختلاف تواجدها بالأسواق يافطة تشير إلى نسبة التنزيلات بالأسعار التي يقدمها صاحب المحل للزبائن بمناسبة انتهاء الموسم ، وما يسترعي الانتباه نسبة التنزيلات التي قد تصل إلى 50% أو60 % وأحيانا تصل النسب إلى70% وهذا ما يستدعى التساؤل: هل هذه النسب بالتخفيضات حقيقية أم هي مجرد وسيلة غير بريئة لصيد الزبائن ، وهل يجد البعض في نهاية المواسم فرصة لا بد من انتهازها للتوفير؟
"الرسالة" تجولت في الأسواق لتلقى الضوء على تخفيضات 2009 .
اصطياد الزبون
أبو محمد جابر " 45 عاما " يقول لـ "الرسالة" أن الأرقام التي يكتبها أصحاب المحلات على واجهاتهم ما هي إلا خدعة للسيطرة على عقل الزبون وجعله يعتقد أن شراءه من المحل سيوفر له نقوده بينما تكون الحقيقة أنه اشترى القطعة بنفس سعرها الأصلي وربما أكثر مما تستحقه من ثمن".
ويضيف: لست ممن ينتظر مواسم التنزيلات للشراء فأنا لا أؤمن بوجودها أصلاً موضحاً أن بعض المحلات تقوم بعمل بعض التنزيلات لكن ليس على البضائع الجيدة التي يمكن شراؤها، بل على بضائع مرت عليها سنوات طويلة داخل المخازن و أصبحت لا تمت للموضة بصلة.
وتتفق معه أم تيسير الصفدى (32سنة) وأكدت أن يافطات التنزيلات لا تخدعها وهناك الكثير من المحلات تضع اليافطة من اجل اصطياد الزبون لا أكثر ودلالة ذلك عند دخولك للشراء تصدم بسعر القطعة التي من المفترض أن عليها تنزيلات .
وتطالب الصفدي بضرورة وجود رقابة على المحال التجارية من قبل الجهات المختصة لمنع التلاعب بالأسعار ورفعها وخفضها متى شاءوا.
وتتابع: تجد كثيرا من المحلات تضع يافطة كبيرة تشير إلى تنزيلات قد تصل إلى 50% لكن عند دخولك المحل بهدف الشراء فتفاجأ بان القطع التي اخترتها للشراء ليست ضمن حملة التنزيلات في حين أن الإعلان يشمل كل ما بداخل المحل.
نصف الثمن
في حين تقول أم مصطفى حسونة " 55 عاما " أن التنزيلات في نهاية الموسم بالعادة تنزيلات حقيقية، وتضيف: عادة ما اعد حساباتي السنوية لشراء الملابس في هذه المواسم والتي توفر بالعادة نصف الثمن ، فمثلا اشترى لابنائي كسوة الصيف المقبل في نهاية فصل الشتاء وبالعادة يكون أصحاب البسطات أفضل من يقدمون التنزيلات ويريدون التخلص من البضائع المتكدسة موضحة انه عند شرائها في نهاية الموسم تجد حجة للمفاصلة المطولة .
و تتابع: هناك تنزيلات أو "اوكازيون" كما يفضل سكان غزة تسميتها مرتبطة بالأعياد والمناسبات وهى عادة منخفضة الأسعار وتلبى رغبات الجميع لكنها بحاجة إلى الوقت والجهد لكي تجد ما تريد ، نافيةً أن تكون يافطات التنزيلات مجرد مصيدة للزبائن .
في حين تقول الطالبة الجامعية لبنى دبابش " 21 عاما " أنها تنتظر مواسم التنزيلات في نهاية الصيف والشتاء حتى تتمكن من شراء ما يلزمها من ثياب ، مشيرة إلى أنها "توفر بهذه الطريقة نحو نصف المبلغ الذي كانت ستدفعه فيما لو اشترت قطعة الثياب في وقت نزولها.
وتتابع: أفضل الشراء من المحلات التي تعلن عن تنزيلات بالأسعار طيلة أيام السنة وهناك محال أسعارها موحدة ففي سوق بسطات الشجاعية هناك أكثر من محل يبيع اى قطعة بعشرين شيكل فقط طيلة أيام السنة لذا أنا زبونة دائمة لهذه المحلات واشتري قطع جيدة وبأسعار مذهلة ، فهذا الأمر يوفر على أسرتي النقود ويضمن لي شراء القطعة بسعرها المناسب والمعقول".
ضرورة لا بد منها
من جهته يقول أحمد زهد" 37 عاما "، صاحب أحد المحلات التجارية: "التخفيضات ضرورة لا بد منها حتى لا تكسد البضاعة ونضطر لاستئجار المخازن لها كما أنها وسيلة لجذب الزبائن في ظل المنافسة الشديدة بين أصحاب المحلات خاصة بعد ظهور تجارة الأنفاق التي تطرح أسعارا غير مستقرة.
وأضاف: ألجا إلى التنزيلات في نهاية الموسم وتكون تنزيلات حقيقية بهدف التخلص من البضائع وخوفاً من يأتي موسم المقبل فتصبح موضة قديمة لا تقنع الزبون ، أما عن نسبة التنزيلات التي يقدمها فإنها لا تتعدى 30% كون الزبون يفاصل حتى على التنزيلات .
في حين يقول اشرف عليوة " 29 عاما " أن محله يتبع سياسة البيع بالأسعار الشعبية والمخفضة اي أن الغالبية العظمى من القطع الموجودة داخل المحل لا يتعدى سعرها العشرين شيكلا، موضحاً انه يحصل على بضاعته من المحلات الكبرى التي تبيع بين الفينة والأخرى البضائع المكدسة لديها وبالعادة هي قطع غالية الثمن ولا زالت تباع بأسعار مرتفعة في بعض المحلات المنافسة .
ويتابع: الكثير من الموظفات وطالبات الجامعات زبونات دائمات لي ، يزرن المحل اسبوعيا ويشترين ما يلزمهن أو هدايا للأقارب والأحبة ، معتبراً أن الربح الذي يحققه يأتى من كثرة البيع وشهرة المحل بأنه يبيع بأسعار معقولة.