ودعت فلسطين، فجر الثلاثاء، الشهيد الأسير ناصر أبو حميد (51عامًا)، بعد صراع طويل مع المرض الذي فاقمه الإهمال الطبي المتعمد داخل سجون الاحتلال.
ولد الأسير ناصر أبو حميد في الخامس من أكتوبر/تشرين الأول عام 1972 في مخيم الأمعري في رام الله، وبدأت مسيرته النضالية منذ الطفولة، وواجه الاعتقال لأول مرة حين كان عمره 11 عاماً ونصف العام، كما واجه رصاص الاحتلال وتعرض لإصابات بليغة.
كان الاعتقال الأول قبل انتفاضة عام 1987 وأمضى أربعة شهور في المعتقل، وأُعيد اعتقاله مجدداً وحكم عليه الاحتلال بالسجن عامين ونصف العام. وعام 1990، اعتقل للمرة الثالثة وحكم عليه الاحتلال بالسجن المؤبد. أمضى من حكمه أربع سنوات ليفرج عنه مع الأسرى الذين أفرج عنهم في إطار المفاوضات، وأُعيد اعتقاله عام 1996 وأمضى ثلاث سنوات.
وإبان انتفاضة الأقصى، انخرط أبو حميد في مقاومة الاحتلال مجدداً، وكان أحد أبرز قادة كتائب شهداء الاقصى ،واعتقل عام 2002، وحكم عليه الاحتلال بالسّجن المؤبد سبع مرات و50 عاماً، وبقي في الأسر حتّى استشهاده اليوم.
واجه الأسير ناصر أبو حميد ظروفاً صحية صعبة من جرّاء الإصابات التي تعرض لها برصاص الاحتلال. والعام الماضي، أصيب بسرطان الرئة. ومنذ ذلك الوقت، واجه رحلة جديدة في الأسر أساسها جريمة الإهمال الطبي (القتل البطيء).
ويقضي أشقاؤه الأربعة الآخرون أحكاماً بالسجن المؤبد، ثلاثة منهم اعتقلوا معه إبان انتفاضة الأقصى، وهم نصر، ومحمد، وشريف. ولهم شقيق خامس اعتقل عام 2018 ويدعى إسلام، ويواجه كذلك حكماً بالسجن المؤبد و8 سنوات. أما شقيقهم عبد المنعم، فكان قد استشهد عام 1994.
وصل عدد السنوات التي أمضاها أبناء عائلة أبو حميد في مختلف السجون وزنازين التحقيق إلى أكثر من 110 أعوام! بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية، وهي أكبر مدة زمنية لبيت واحد، وأول بيت فلسطيني يُحكم على 5 من أبنائه بالسجن المؤبد.
وحرمت والدتهم مرات عدة من زيارتهم، عدا عن التنكيل الذي لحق بالعائلة على مدار عقود مضت. وتوفي والدهم خلال سنوات أسرهم، وتعرض منزل العائلة للهدم خمس مرات، كان آخرها عام 2019.