حذر القيادي في حركة "حماس" محمود مرداوي من مغبة تمادي الاحتلال في انتهاك حرمات المسجد الأقصى المبارك، مبيناً أن المشهد الراهن في ظل توجه الاحتلال لحكومة يمينية متطرفة ينطوي على "حقائق ستفجر المشهد كله، ولن يقتصر على الفلسطينيين".
وأكد مرداوي خلال صالون صحفي إلكتروني، على استعداد حركة حماس لمواجهة التحديات الراهنة، مشيراً لإعلان رئيس الحركة التوجه لزيادة غلة الجنود الأسرى لإجبار الاحتلال على الخضوع لمطالب تحرير الأسرى.
وقال إن السياسة الحالية والمستقبلية للاحتلال تعتبر القدس عاصمة لكيان الاحتلال، وذلك عقيدة واستراتيجية متبناة من قبل الاحتلال.
وشدد على أنه "لا خيار أمام الشعب الفلسطيني إلا خيار المقاومة، فهو الخيار الأوحد والأجدى"، مشيرًا إلى جهود المقاومة لمواجهة الاحتلال ومشاريعه الرامية لفرض وقائع جديدة على الأرض.
ولفت إلى انخراط بعض المنتسبين للأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية في أعمال المقاومة، مؤكدًا على أهمية العمل السياسي والتوعوي والجماهيري إلى جانب العمل المقاوم لتحقيق حق العودة.
وأضاف: "الضفة على موعد مع مواجهة مع هذا العدو، وموضوع القدس يجمع الفلسطينيين، والفلسطيني مستعد أن يخوض معركة من أجلها، فمعركة سيف القدس الأكثر إجماعاً على صعيد الشعب الفلسطيني والأمة كذلك، فالشعوب مازالت على العهد، كما فاجأنا الداخل المحتل خلال مواجهة 2021 فاجأتنا الشعوب العربية".
وتابع: "نحن أمام حقائق ستفجر المشهد كله، ولن يقتصر على الفلسطينيين، ولن يقتصر على العرب المجاورين، ولن يقتصر على الشعوب وسيطال الحكام".
واعتبر أن مونديال قطر أثبت أن الأمة العربية والإسلامية لم تطبع بل وكسرت قاعدة التطبيع من خلال احتضانها للقضية الفلسطينية، مشيراً إلى أهمية الالتفاف الجماهيري حول خيار المقاومة وهندسة المجتمع المدني لينخرط في إعادة الوعي للأمة العربية والإسلامية حتى تحرير فلسطين.
تحرير الأسرى
وشدد مرداوي على أن تحرير الأسرى أولوية ضمن استراتيجية حركة حماس، مبيناً أن تعثر مفاوضات صفقة التبادل مع الاحتلال الإسرائيلي دفع الحركة للتلويح بطي الملف والذهاب لخيارات أخرى.
وقال: "إذا الاحتلال لا يريد أن يخضع لإرادة المقاومة، فالمقاومة ستبحث عن وسائل متعددة ومتنوعة، وأهم هذه الوسائل زيادة الغلة كما أعلن ذلك رئيس الحركة، ونحن لا نخشى الشهادة بل نطلبها، ولا نهاب تهديدات الاحتلال الذي ينادي بعض قادته بإعدام الأسرى".
وبين أن "الحركة توصلت من خلال الوسيط المصري إلى اتفاق إطار في زمن الحكومة السابقة وزمن حكومة تسيير الأعمال والحكومة التي سبقتها، مضيفاً أن الوفود الإسرائيلية تعطي موافقة مبدئية خلال المفاوضات وتذهب لـ"تل أبيب" وأحيانا لا تعود وأحيانا تتعذر بأن الظرف السياسي غير مواتي حتى لا تغلق القناة ولا تغضب الطرف المصري الذي يسعى بجد واجتهاد لإنجاز الصفقة، فهو يقدر أهمية ذلك"، مشيراً إلى مراوغة الاحتلال ومحاولته الاستفادة من التأجيل.
التفاف جماهيري
وقال القيادي في حركة حماس: "الاحتلال اغتاظ من مهرجان انطلاقة حركة حماس ومن قدرتها على تطوير عملها"، مضيفاً أن حماس وكل حركات المقاومة تلقى التأييد وتطور من عملها وتستقي العبر وتقوم بالقراءة وتتعلم من أخطائها وتصحح مسارها، وهذا ما يخشاه العدو، ويعلم أن ما سيواجه في قادم الأيام على كل الجبهات.
وأوضح أن الحركة أرسلت رسائل عدة خلال مهرجان انطلاقتها، وعكست قدر من التطور في أدائها بما يخدم منهجها ومشروعها المقاوم الذي يعتمد على حماية القدس والأقصى من التهويد وكذلك لجم الاحتلال خاصة بعد الحكومة اليمينية المتطرفة المرتقبة.
وأردف: "أن الاحتلال اغتاظ من حجم الالتفاف الجماهيري نظراً لأن الرسائل كانت واضحة سواء كلمة قائد الأركان وكلمة قائد الحركة وكل الفقرات التي شملها مهرجان الانطلاقة قياساً ومقارنة بمهرجانات سابقة".
وتابع: "الاحتلال سيجد نفسه لأول مرة أمام تحدي أن كل قواته ومعداته لن تكون كافية، وبالتالي سيكثف من وسائل القتل والإنهاك والردع".