قال مدير عام "الهيئة 302 للدفاع عن حقوق اللاجئين" في لبنان علي هويدي، إن ثلثي اللاجئين الفلسطينيين المقيمين في لبنان، قد هاجروه منذ العام 1974، بسبب ظروف الحروب والصراعات المتتالية، ونتيجة للأوضاع الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية المعقدّة.
وأوضح هويدي في حوار مطول مع "الرسالة نت" أنّ عدد اللاجئين اقترب من نصف مليون فلسطيني؛ لكنه الآن وفقا لآخر إحصاءات للدولة اللبنانية انخفض إلى 174 ألف لاجئ، يضاف لهم قرابة 24 ألف لاجئ فلسطيني نزحوا من سوريا، نتيجة للحرب.
15 مليون فلسطيني في العالم بينهم 8 ملايين لاجئ
وأكدّ أنّ الفلسطينيين النازحين من سوريا، تتعامل معهم الدولة اللبنانية كسوّاح أو تجار، ولا يوجد لهم تصنيف رسمي لدى الدولة المضيفة أو حتى لدى الأونروا، وهو ما يمثل معضلة كبيرة بالنسبة لهم.
وذكر هويدي أنّ هؤلاء النازحين يعانون من مشاكل في تجديد الإقامات نتيجة لهذه المعضلة، "وهذا يحتاج لتعريف الشخصية القانونية للفلسطيني المهجر من سوريا".
فلسطينيو لبنان
وفي السياق، أكد هويدي أن نسبة الفقر في أوساط اللاجئين بلبنان، اقتربت من 93% بحسب إحصاءات صادرة عن الأونروا، كما أن نسبة البطالة تجاوزت 90%، إلى جانب ارتفاع مضطرد في نسبة الأمية.
ونبه لوجود تخوف حقيقي من تفشي الأمراض تحديدا الكوليرا، بسبب التلوث الناتج عن المياه الواردة للمخيمات.
يضاف لها أزمات أخرى مرتبطة بتعقيدات انتقال الطلاب وغياب المواصلات، قائلا: "لا توجد مبالغ مالية لنقل الطلبة لمدارسهم، وهذا يزيد من فرص تسربهم من المدارس، وينعكس بشكل مباشر على الأوضاع الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية في المخيمات".
50 مليون دولار عجز الأونروا لعام 2022
ولفت هويدي إلى تدهور قيمة العملة الوطنية مقابل الدولار، وانعكاسها على ارتفاع غلاء الأسعار، مبينا أن ذلك يترافق مع تراجع خدمات الأونروا نتيجة أزماتها المالية الخانقة، مستشهدا بقول المفوض العام للأونروا "إن الفلسطينيين يموتون ببطء في لبنان".
وكشف هويدي عن خطة اعتمدتها لجنة الحوار الفلسطيني اللبناني، وعمرها 3 سنوات قادمة، وتهدف لتخفيف القيود المفروضة على الشعب الفلسطيني في لبنان، إلا أنه لم يجر تنفيذها حتى اللحظة.
أزمة الأونروا
في غضون ذلك، كشف هويدي عن ترحيل عجز الأونروا لعام 2022، إلى العام القادم، ويقدرّ بـ50 مليون دولار، نتيجة لعجز التمويل.
وذكر أن ميزانية الأونروا العام المنصرم وصلت لـ1.6 بليون دولار، مشيرا إلى وجود تحدٍ يتمثل في تراجع التمويل العربي للأونروا، موضحا أن مساهمة العرب في دعم ميزانية 2021 اقتربت من 3%، مشيرا إلى أن نسبة الالتزام المطلوبة 7.8%.
93% نسبة الفقر و90% نسبة البطالة في مخيمات لبنان
وأكد أن الأونروا متجهة لمزيد من العجز المالي في العام القادم، غير أن الحكومة اللبنانية تحظر على اللاجئين الفلسطينيين في لبنان مزاولة 73 مهنة تقريبا.
استهداف منهجي
وعزا تراجع المساهمات الدولية في دعم الاونروا، لاستهداف منهجي يجري من منظمات وأطراف داعمة للرؤية الصهيونية الأمريكية التي تحاول شطب الأونروا منذ سنوات، وهي مستمرة.
وأوضح هويدي أن عدد الفلسطينيين بالعالم يقترب من 15 مليون فلسطيني، بينهم 8 ملايين لاجئ، منهم 6 ملايين مسجلين في الأونروا، ويعيشون في 58 مخيما، ومئات التجمعات.
ونبه لوجود قلق إزاء تراجع عدد الدول المؤيدة لتمديد عمل الأونروا، لافتا إلى أن عدد الدول التي صوتت لصالح تفويض تمديد عمل الأونروا عام 2019 اقتربت من 170 دولة، ثم تراجعت في شهر ديسمبر من العام 2022، لتصل لـ157 دولة.
تراجع عدد الدول المصوتة لتمديد عمل الأونرو
وأوضح هويدي أن هذا التراجع مؤشر لمزيد من الضغط الذي يمارسه اللوبي اليهودي على عمل الدول، ورؤيتها في دعم عمل الأونروا.
وأشار إلى محاولات سابقة للإدارة الأمريكية زمن ترامب، للتلاعب في تعريف اللاجئ الفلسطيني، وحصرها فقط بمن هجّر عام 1948 مع رفض توريث صفة اللجوء لأبنائه، بغرض تقليص عدد اللاجئين وتذويبهم في الدول المضيفة.
وفي السياق، أكد هويدي أن هناك محاولات تمثلت في إحالة بعض خدمات الأونروا لمنظمات دولية تمثل شراكة مع الأونروا، لكن رفضتها الدول المضيفة تحديدا الأردن ولبنان وسوريا وفلسطين.
وذكر هويدي أن هذا التوجه جرى إغلاقه بشكل كامل بعدما رفعه المفوض العام للأونروا، لافتا لتمديد رئاسة اللجنة الاستشارية لعام جديد للبنان.