قائمة الموقع

لماذا تتصاعد حالات الانتحار في صفوف جنود الاحتلال؟

2022-12-25T16:13:00+02:00
غزة- رشا فرحات

 

أوضحت مصادر إعلامية عبرية، نقلا عن مصادر في قيادة جيش الاحتلال، أن 14 جنديًا (إسرائيليًا) أقدموا على الانتحار أثناء خدمتهم العسكرية.

ووصفت صحيفة يديعوت" هذا الرقم بأنه "زيادة مقلقة"، لأنه الأعلى منذ خمس سنوات، وقالت في سياق نشر الخبر نقلا عن المصادر ذاتها: "هناك بداية اتجاه متصاعد في هذه الحالات، لقد كان عام 2022 صعبًا في مجال الصحة النفسية في الجيش".

وقالت الصحيفة إن عدد الجنود المنتحرين 11 جنديًا في عام 2021، مقابل تسعة جنود في العام الذي سبقه، لكن حتى منتصف العام الحالي بلغ عدد المنتحرين 11 جنديًا، ليرتفع في الشهور الأخيرة إلى 14 جنديًا.

وذكرت إحصائيات تابعة لجيش الاحتلال أن الانتحار هو السبب الأول للوفاة في صفوف جنود الجيش (الإسرائيلي)، وتصاعدت الظاهرة في السنوات الأخيرة رغم تراجعها خلال جائحة كورونا، بتسجيل 9 حالات انتحار فقط من أصل 28 حالة وفاة سجلت بين صفوف الجنود.

ولأن الاحتلال يتكتم دائما على ملابسات وظروف حالة الوفاة في صفوف الجيش أو حتى في صفوف المدنيين حيث وثقت على أنها إصابة أو حادث عرضي أثناء التدريب ما يعني أن هناك تلاعبا في العدد الصحيح.

وحسب رأي المحلل العسكري يوسف الشرقاوي فإن التجنيد الإجباري هو السبب الرئيسي لتنامي حالات الانتحار، فالدروز والعرب بدأوا يرفضون التوقيع على الاستدعاءات التي تلاحقهم لرفضهم التجنيد وهذا الأمر يمكن أن ينتقل للجنود اليهود.

ويضيف الشرقاوي أن الملاحقة جعلت الجندي يرى في الانتحار خلاصا خاصة في ظل عدم وضوح المستقبل، ما يجعل حياته مستحيلة من وجهة نظره خاصة بعد تنامي المقاومة في الضفة الغربية التي تضطره للبقاء على أهبة الاستعداد دائما.

ويتابع الشرقاوي القول الجندي غير مقتنع بالعمل الذي يقوم به تجاه الفلسطيني يوميا، من أعمال القتل والتدمير والتجريف، ولا يستطيع التمرد كما يتمرد العربي ويرفض التجنيد،  لذلك يقدم على الانتحار.

"أصبحت الخدمة غالية جدا"، يتابع الشرقاوي، "فحياة الجندي هي الثمن، لكنه يعجز عن الفرار من أعمال المقاومة التي تتصاعد يوميا في الضفة الغربية والقدس، ويواجه شعبا لا يكل ولا ييأس، فأصبحت الخدمة العسكرية في ظل هذه الظروف عامل ضغط كبير.

و تقول المصادر الإعلامية العبرية أن هذه الظاهرة لا تنفصل عن المجتمع (الإسرائيلي) حيث أظهرت الإحصاءات الرسمية الصادرة عن وزارة الصحة (الإسرائيلية) تسجيل 6215 محاولة انتحار خلال عام 2020، مع تراجع بنسبة 9% عن العام 2019 الذي سجلت خلاله 6861 محاولة انتحار.

بدوره، يقول واصف عريقات المحلل السياسي "كان التجنيد رفاهية وامتيازات لمن يريد الالتحاق بالجيش وكان هناك معارك تحسم سريعا عسكريا، مضيفا: لكن المعارك اليوم اختلفت في ظل المقاومة الشرسة في الضفة حيث يعجز الجندي عن مواجهتها، وهذا أمر محبط".

وتابع القول إن الجندي يعيش في بيئة لا إنسانية يمارس فيها القتل غير المبرر والتدمير كل يوم، والهجوم بالطائرات والمعارك التي يروح ضحيتها الأطفال والمدنيون وهذه البيئة غير صحية وتؤثر على نفسية الإنسان أيا كان، وهي غير مقنعة للجندي حتى لو كانت أوامر عليا واجبة التنفيذ.

 

اخبار ذات صلة
فِي حُبِّ الشَّهِيدْ
2018-04-21T06:25:08+03:00