قائمة الموقع

داخل خيمة إغاثية .. جهاز حاسوب وشبكة انترنت

2009-10-27T10:17:00+02:00

الرسالة نت - مها ساق الله

داخل خيمة إغاثية مهترئة وأمام شاشة الحاسوب, تجلس الطفلة أمسيات عواجة ابنة الثانية عشرة ربيعاً لتتواصل مع أقربائها عبر شبكة الانترنت.

تعايشت عائلة الطفلة أمسيات مع الواقع الذي تحياه من ألم ومرارة , حيث تقيم الطفلة وعائلتها المكونة من خمسة أفراد داخل خيمة بمخيم الثبات الواقع بمنطقة العطاطرة شمال قطاع غزة، عقب تدمير منزلهم خلال الحرب الأخيرة على غزة.

وتبدو خيمة عواجا كبيت متكامل.. في مدخلها جزء مخصص لاستقبال الضيوف تحرك هواءه مروحة, وجزء مخصص لنوم الأطفال مزود بجهاز حاسوب وانترنت بالإضافة لتلفاز, وجزء ثالث يعد كمطبخ مجهز بثلاجة وموقد ومواد غذائية.

وتقول وفاء عواجا والدة الطفلة أمسيات "أطفالي اعتادوا على الحياة الراقية, فمنزلنا كان مزودا بأحدث الأجهزة التقنية المتعددة (..) كان أطفالي ينعمون بحياة جميلة لم يشعروا بالنقص نهائيا".

وأصيبت وفاء برصاصتين في قدميها شلت حركتها عندما حاولت إنقاذ ابنها الشهيد إبراهيم تسعة أعوام الذي أصابته نيران جنود الاحتلال  خلال الحرب, فيما أصيب زوجها كمال برصاصتين أيضا.

وتحاول الأم وفاء ألا تشعر أطفالها بالنقص خاصة بعدما هدمت قوات الاحتلال بيتهم الواقع شمال القطاع, رغم ما يعيشونه من واقع مرير في الخيام الممزقة التي لا تقيهم  برد الشتاء القارص  ولا حر الصيف الحارق.

وتكمل الأم حديثها بتحد "أحاول تعويضهم عن كل شيء حيث أحضرت لهم جهاز حاسوب مزود بشبكة انترنت  في خيمتهم, ليتصفحوا المواقع للبحث والدراسة وللتسلية في وقت الفراغ, وأضفنا تلفاز كان معطلا قمنا بإصلاحه ليشاهدوا عليه البرامج المفيدة أيضا".

وتابعت: "لم نستطع بناء منزلنا المدمر لعدم توفر أدوات البناء وإن وجدت فأسعارها مرتفعة جدا، كما أننا غير قادرين على استئجار شقة نظرا لارتفاع أسعار الإيجار".

وقالت بنبرة حزينة وعيون تملؤها الدموع: "بصراحة لا أريد أن أعيش في ذلك المكان لما يحمله من ذكريات قاسية(..) هنالك استشهد ابني إبراهيم بعد نزيف دام 4 أيام متتالية أمام ناظري, ولم استطع فعل شيء".

 وكلما تعود الوالدة وفاء من مكان سكنها القديم، لا تحمل على كتفيها سوى الهموم  والأحزان، وتقول "كلما ذهبت إلى هناك، أعود وأجلس في خيمتي أبكي على فراق فلذة قلبي".

ويشار إلى أن مخيم الثبات في منطقة العطاطرة هو أحد مخيمات  متضرري شمال القطاع من الحرب الأخيرة على غزة, حيث كان يقطن به  قرابة 60 عائلة داخل الخيام.

إلا أن بعض العائلات غادرت المكان لتأوي إلى شقق إيجار أو أحد الأقارب, ولم يتبق سوى خمس خيم لعائلات مختلفة الحلم الوحيد الذي يراودهم الحصول على شقة تحميهم من البرد لاقتراب فصل الشتاء.

ودمرت الحرب الأخيرة على غزة آلاف المنازل وشتت شمل العائلات، فيما لا تزال تغيب بوادر إعادة إعمار القطاع، في ضوء الصراع السياسي الحاصل.

اخبار ذات صلة