مر على الفلسطيني عام آخر، مليء بالأحداث، تتوالى ولا تنتهي، بين قتل وتشريد ومقاومة باسلة، ومع بداية العام 2022م وفي منتصف يناير عادت مرة أخرى قضية الشيخ جراح إلى الواجهة، حينما هدمت قوات الاحتلال منزلين و5 محال تجارية لعائلة صالحية، واعتدت وضربت المتضامنين مع العائلة، وأبعدتهم عن الحي لمدة 30 يوما.
وبينما ظلت قضية الشيخ جراح معلقة، عقد المجلس المركزي لمنظمة التحرير في فبراير اجتماعا تحت عنوان "تطوير وتفعيل منظمة التحرير الفلسطينية وحماية المشروع الوطني والمقاومة الشعبية" لطرح أهم الشخصيات التي تصلح لتكون خلفا للرئيس عباس.
وفي ذات العام كان ملف الأسرى حاضرا كأهم الملفات النضالية كما في كل الأعوام حينما أعلن 500 أسير مقاطعتهم لمحاكم الاحتلال رفضا للإجراءات التعسفية بحقهم وخاصة فيما يتعلق بالاعتقال الإداري.
واشتعلت المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية، خاصة في نابلس وجنين والقدس وقد نتج عنها تشكيل مجموعة "عرين الأسود" وهي مجموعة مقاومين مسلحين من مختلف الفصائل اتخذوا من البلدة القديمة في مدينة نابلس مقراً لها.
وكان للعمليات الفردية استثنائية واضحة هذا العام وأهمها عملية الخضيرة التي نفذها مسلحان في السابع والعشرين من آذار 2022 ضد عدد من عناصر الشرطة (الإسرائيليّة)، وقد أسفرَت عن مقتل شرطيين (إسرائيليين) وجرح عشرة آخرين.
وبالتزامن مع الاقتحامات المتكررة للأقصى التي لم تتوقف طوال شهر رمضان جاء "هجوم إلعاد" الذي وقع في الخامس من آيار بمدينة إلعاد بالقرب من (تل أبيب)، خلال ما يعرف بيوم استقلال الكيان (الإسرائيلي)، كرد مناسب للاقتحامات المتكررة للأقصى، وقد أسفر الهجوم عن مقتل ثلاثة أشخاص وجرح أربعة آخرين.
وفي يوم الحادي عشر من مايو كان الحدث الإعلامي الأكبر حينما خسرت فلسطين، الإعلامية شيرين أبو عاقلة مراسلة قناة الجزيرة، التي اغتالتها صباح الحادي عشر من أيار قوات الاحتلال (الإسرائيلي) أثناء تغطيتها لاقتحامات مخيم جنين.
وخلال أغسطس الزاخر بالأحداث شن الاحتلال (الإسرائيلي) عدوانا جديدا على قطاع غزة، وقد تسبب بارتقاء 48 شهيدا بينهم 16 طفلًا و4 سيدات، وإصابة 360 آخرين بحسبِ بيان وزارة الصحة في غزة، كما نجمَ عن العملية (الإسرائيلية) استشهاد القياديين في سرايا القدس: تيسير الجعبري قائد المنطقة الشمالية، وخالد منصور قائد المنطقة الجنوبية.
وشهد أغسطس كذلك وتحديدا في اليوم التاسع منه اغتيال قوات الاحتلال للمقاوم المطارد إبراهيم النابلسي بعد مطاردته لعدة أشهر، ليتبعه الإعلان رسميا عن تشكيل عرين الأسود.
وفي الثامن من أكتوبر نفذ الشاب المقدسي عدي التميمي هجوما جديدا استهدف الجنود على حاجز شعفاط شمال القدس وتمكن خلاله من قتل مجندة في جيش الاحتلال وأصاب حارسا آخر بجروح خطيرة فضلًا عن إصابة جنديين من حرس الحدود بجروح طفيفة قبل أن يلوذ بالفرار.
بعدها بيومين وفي الحادي عشر من أكتوبر، حاصرت قوات الاحتلال مدينة نابلس حصارا دام عدة أسابيع منع خلالها السكان من الدخول والخروج من المدينة ومنع الجنود البضائع أيضا، كوسيلة من وسائل الضغط والتهديد لمجموعة عرين الأسود.
وفي نهاية أكتوبر نفذ المقاوم محمد الجعبري عملية بطولية جديدة من خلال إطلاق نار على مستوطنين بالقرب من مستوطنة كريات أربع ما أسفر عن مقتل مستوطن وإصابة خمسة آخرين.
وفي منتصف نوفمبر قتل الشاب محمد مراد صوف 3 مستوطنين وأصاب 3 آخرين بجراح خطرة، إثر عملية طعن، في مستوطنة شمال سلفيت شمالي الضفة الغربية، فيما استشهد المنفذ برصاص الاحتلال (الإسرائيلي).
ومن أهم الأحداث المفصلية هذا العام التي كان لها الأثر الإيجابي الكبير على القضية الفلسطينية هو انطلاق كأس العالم لأول مرة في بلد عربي، حيث كان لانطلاقته في العشرين من نوفمبر في قطر تأثير مختلف على القضية الفلسطينية، وقد رفعت الأعلام الفلسطينية وحضر الدعم العربي الواضح والكبير للتوعية بالرواية الفلسطينية.
كان الألم ختاما لعام 2022 مع رحيل الأسير ناصر أبو حميد في العشرين من ديسمبر نتيجة الإهمال الطبي المتعمد للأسرى، عندما ماطل الاحتلال في علاجه بعد أن ثبتت إصابته بسرطان الرئة العام الماضي، وانتهت المماطلة باستشهاده.
فلسطين في 2022.. قصص الموت والحسرة والكثير من البطولة والثبات
الرسالة نت-رشا فرحات