معصم صغير مربوط بسوار، والسوار مرتبط بجهاز تنصت عند المخابرات (الإسرائيلية) لتعرف إلى أين يخرج، ومن يقابل، ولسان حال أي مشاهد للصورة، كيف يخيف طفل لم يتعد الخامسة عشر جيشا كاملا؟!
تلك الجريمة هي الحبس المنزلي، التي يفرض من خلالها جنود الاحتلال الإقامة الجبرية على أطفال مقدسيين فبدلاً من أين يعتقلهم الاحتلال في سجونه فإنه يجعل من بيوتهم معتقلاً، بينما يظل جهاز المراقبة في معاصمهم طوال فترة الاعتقال.
سياسة الحبس المنزلي التي تنتهجها (إسرائيل) في القدس طالت 600 طفل فلسطيني منذ بداية 2022، ووفق هيئة شؤون الأسرى، فإن سلطات الاحتلال تلجأ إلى الحبس المنزلي كنوع من أنواع الانتقام من الأطفال المقدسيين ما دون 14 عاما، لأنّ القانون (الإسرائيلي) لا يُجيز حبسهم.
وبدوره، قال مركز فلسطين لدراسات الأسرى، إن الاحتلال يستهدف الأطفال الفلسطينيين بالاعتقال والتنكيل ويركز على الأطفال المقدسيين بشكل خاص، حيث بلغت نسبة الأطفال المعتقلين من القدس نصف عدد الأطفال الفلسطينيين.
الباحث رياض الأشقر، مدير مركز الأسرى للدراسات، أكد أن الاحتلال كثف من استهداف أطفال القدس بالاعتقال التعسفي والتنكيل بهدف خلق حالة من الرعب لديهم للتأثير على نفسياتهم ومنعهم من المشاركة في فعاليات ضده.
وبين أن الاحتلال يستخدم هذه السياسة بشكل خاص مع أطفال القدس لتخويفهم وإبعادهم عن قضاياهم الوطنية.
هذه السياسة -وفقا للأشقر- متنافية مع كل القوانين الإنسانية والدولية وكل اتفاقيات حقوق الطفل التي وفرت الحرية للأطفال ووجوب ضمان أن يعيشوا حياتهم بأمان، موضحا أن هذا الاعتقال ربط لكل العائلة وتخويف للأبوين وحرمان للطفل من التعليم.
ولفت إلى أن الأب يتحول إلى سجان، والطفل مراقب بسوار في معصمه، وممنوع من مشاركة أقرانه أي نشاط، وهذا يخلق جيلا مدمراً نفسياً واجتماعياً، ويمكن أن يحرمه من حقه في التعليم لأنه يمنعه من الذهاب إلى المدرسة لفترات تصل إلى عام كامل.
وأشار الأشقر إلى أن حالات الاعتقال بحق الأطفال المقدسيين تصاعدت بشكل واضح منذ عام 2014 والذي شهد (600) حالة اعتقال، وفى عام 2015، بلغت حالات الاعتقال (700) طفلا، وخلال العام 2016 وصلت حالات الاعتقال بين الأطفال المقدسيين (900) حالة، وعام 2017 تم رصد (700) حالة.
رئيس لجنة أهالي الأسرى المقدسيين أمجد أبو عصب يقول إن الاحتلال فشل في ملاحقة الأطفال المقدسيين بكل الطريق، وأخفق في السيطرة عليهم من خلال القتل والبطش اليومي، لذلك فهو دائما يستحدث طرقا جديدة كان من ضمنها طريقة الحبس المنزلي وفرض الغرامات على أولياء الأمور وهذا دليل على أنه فقد السيطرة حقيقة على هؤلاء الأطفال.
ويرى أبو عصب أن الاحتلال يحاول تخويف الأطفال ومراقبتهم وإثارة الخوف والرعب لديهم وفرض السيطرة عليهم عبر الاعتقال والملاحقة المتواصلة.
ويضيف أن الاحتلال بعد استشهاد الطفل محمد أبو خضير- وضع خطة ممنهجة لاستهداف جيل كامل من الأطفال المقدسيين من خلال الاعتقال وأسلوب التحقيق أو استهداف الأهالي ونشر المخدرات في صفوف الأطفال من خلال عملاء يبيعون ما يسمى "المخدرات القانونية" التي لا يحاسب عليها الأطفال العرب ويبيعها عملاء على أبواب مدارسهم.