تحتفل حركة فتح، عصر اليوم السبت، بذكرى انطلاقتها الـ58، بمهرجانين منفصلين بشكل متزامن بمدينة غزة، وسط حالة من الاحتقان بسبب التسريبات لبعض القيادات الفتحاوية التي تبادلت الشتائم والسباب والاتهامات حول ما آلت إليه الحركة، إلى جانب الوثائق المسربة من لجنة التحقيق في وفاة ياسر عرفات.
وبينما تقيم الحركة مهرجانا مركزيا بساحة الكتيبة وسط غزة، جرى الإعلان عن فعالية متزامنة للتيار الإصلاحي في فتح الذي يقوده النائب محمد دحلان، وذلك في ساحة الجندي المجهول التي لا تبعد كثيرا عن المهرجان الأول.
وتعاني حركة فتح من انقسام داخلي بسبب السياسات العنصرية والاستبدادية للقيادة المتنفذة في السلطة، التي أثرت بشكل كبير على قاعدتها الجماهيرية.
كما عاني قطاع غزة، بمن فيهم موظفو السلطة وأنصار فتح، من الإجراءات العقابية التي مورست بحقهم من قبل السلطة وحكومتها، ومن بينها التقاعد القسري وخصم الرواتب وتأخير صرف مخصصات الشؤون الاجتماعية، والمماطلة بحل قضية تفريغات 2005، وتقليص التحويلات الطبية، والحرمان من العلاوات والترقيات، وغيرها.
وفي وقت مبكر صباح اليوم، عملت الأجهزة الشرطية على تأمين منطقتي الاحتفال، وتنظيم حركة السير، لتسهيل وصول المشاركين في الفعاليتين.
ومنذ أيام، شهد قطاع غزة مظاهر احتفالية واسعة لأنصار حركة فتح احتفالا بذكرى انطلاقتها، بدون أية مضايقات أو قيود، وجابت سيارات الإذاعة شوارع القطاع لحث الجماهير على المشاركة، بينما علقت رايات الحركة بشكل مكثف في الشوارع وفوق المنازل.
ووصل عضوا اللجنة المركزية لحركة فتح صبري صيدم وروحي فتوح لغزة، أمس، عبر حاجز بيت حانون؛ للمشاركة في مهرجان الانطلاقة الـ58.
ويوم الخميس، نظمت حركة فتح مهرجانا وسط مدينة رام الله، وكان لافتا الحضور الضئيل لأنصار الحركة، وسط غياب زعيم فتح محمود عباس، ما أثار تساؤلات حول عدم مشاركته.
يأتي ذلك، في وقت تمارس فيه أجهزة السلطة الأمنية قيودها وقمعها لأية مظاهر احتفالية لأنصار حركة حماس في ذكرى انطلاقة الحركة بالضفة الغربية المحتلة.
ومع ختام عام 2022، ما زال هناك 50 معتقلاً سياسياً مغيبون في زنازين أجهزة السلطة في الضفة، معظمهم من أبناء حركة حماس.