عام آخر يمضي كغيره من الأعوام القاسية على الأسرى الفلسطينيين في المعتقلات (الإسرائيلية) حيث القمع والقوانين التي تزيد من قيودهم داخل الأسر، والعقوبات القانونية والأكثر عنصرية المستمرة.
ينتهي العام 2022 على الأسرى بالحزن على آخر شهداء الحركة الأسير ناصر أبو حميد الذي بقي يصارع السرطان وحده داخل زنزانته دون تقديم العلاج اللازم له، أو الافراج عنه ليموت بين عائلته، ولم يكتف الاحتلال بذلك بل احتجز جثمانه انتقاما.
هذا العام كان مثقلا بالأحداث الموجعة للأسرى فقد شهد مزيدا من الانتهاكات ضمن حالة الانتقام من قبل إدارة السجون ضد الحركة الأسيرة، حيث كان هناك ارتفاعا في عمليات الاعتقال اليومية بشكل كبير في المدن والقرى الفلسطينية "الضفة والقدس" وصلت لـ7 الاف اسير من بينهم 160 إمراة و 850 طفلا، عدا عن ارتفاع كبير في اعداد الأسرى الإداريين الذين وصل عددهم إلى 850 وهو ضعف العدد مقارنة بالعام الماضي.
****الاعتقال الإداري الممنهج
مدير الاعلام في وزارة الأسرى إسلام عبده تحدث "للرسالة نت" عن واقع الأسرى طيلة عام 2022، والذي أكد أن العام شهد توسع الاحتلال في الاعتقال الإداري ضمن سياسة لتغييب عدد كبير من النشطاء والمؤثرين داخل السجون.
وأكد عبده، أن عدد الأسرى المرضى تضاعف في ظل الإهمال الطبي والذي أدى لارتفاع عددهم إلى 700 أسير مريض منهم 24 أورام سرطانية، مشيرا إلى ارتقاء 4 شهداء من الحركة الأسيرة بينهم سيدة مسنة وهي سعدية فرج الله.
وتطرق عبده إلى تكثيف عمليات الاقتحام والعقوبات اليومية بشكل كبير، وفرض عقوبات على الاسرى لتمرير سياسة تنقل الأسرى من غرفة لغرفة ومن قسم لآخر ومن سجن لآخر وذلك بهدف زعزعتهم نفسيا وعدم شعورهم بالاستقرار.
وأشار إلى أن الاسرى خاضوا اضرابات نضالية تحت قيادة لجنة الطوارئ العليا التي قادت خطوات لمواجهة إدارة السجون وذلك من أجل المحافظة على حقوقهم داخل المعتقلات، بالإضافة لاستمرار نهج الدفاع عن حقوق الاسرى.
ولم يتوقف الأمر عند الاعتقال الإداري والتضييق على الأسرى في غرفهم وفق سياسة إدارة السجون، بل كان هناك حملة تحريضية كبيرة من قبل قادة الأحزاب الصهيونية الدينية خاصة حين طرحت مؤخرا قانون إعدام الأسرى الذي يستهدف الشباب الفلسطينيين منفذي العمليات البطولية والتي ينتج عنها قتلى (إسرائيليون).
ويقول عبده:" هناك رؤية واضحة لحكومة نتنياهو المتطرفة حيث ستسمح للنائب الأكثر تطرفا بن غفير بمواصلة انتهاكاته ضد الاسرى"، مؤكدا أن الاسرى اليوم في ظل حكومة جديدة هم في دائرة المواجهة بشكل أكثر تطرفا وعنصرية.
****العزل والإضراب
وشهد العام المنصرم أخبارا يومية هزت الفلسطينيون بخصوص الأسرى، فهنا أسير أعيد للعزل الانفرادي، وآخر أعلن عن اصابته بمرض مزمن، وثالث أعيد تجديد اعتقاله إداريا من وغيرها من التفاصيل اليومية الموجعة.
يقول عبده إن عام 2022 بقيت فيه سياسة العزل الانفرادي مستمرة لأكثر من 40 أسير ضمن ظروف أشد قسوة ومعاناة، حيث الزنازين الضيقة التي تفتقر لأدني مقومات الحياة الإنسانية.
وتطرق في حديثه إلى أسرى نفق جلبوع الذين حفروا بمعلقة وخرجوا إلى الحياة عدة أيام بعدما كسروا أكبر ترسانة عسكرية في العالم، فلازالوا معزولين في سجون مختلفة بفعل قرارات من المحكمة (الإسرائيلية) لردعهم.
وأشار إلى أن هناك أسيران وضعهما يعد الأصعب داخل زنازين العزل وهما يوسف المبحوح من غزة، والفتى أحمد مناصرة.
وفي الوقت ذاته، أوضح عبده أن 2022 كان عام الاضراب عن الطعام حيث بقي الأسير خليل العواودة مضربا 170 احتجاجا على اعتقاله إداريا، ولم يستجب لضغوط إدارة السجون لإنهاء اضرابه إلا بالاستجابة لمطالبه وإنهاء اعتقاله.
وذكر أن العام ذاته شهد تفاعل وتضامن مع الأسرى خاصة بعد اعتقال الشيخ بسام السعدى ودخول غزة في مواجهة مع الاحتلال (وحدة الساحات)، كما ولايزال يحرم الاحتلال أكثر من 100 أسير من الزيارة كشكل من أشكال الانتقام، بالإضافة إلى احتجازه 11 شهيدا ارتقوا وهم داخل السجون.