يقف وزير أمن الاحتلال، المتطرف ايتمار بن غفير أمام الاختبار الأول له بعد توليه الوزارة، في وقت يتطلع لاقتحام المسجد الأقصى وزيارة ما يسمى "جبل الهيكل".
وتتجه الأنظار نحو اقتحام بن غفير، وهل سيستغله ليشعل الأوضاع في القدس والمدن الفلسطينية؟ أم سيكون مجرد تصريحات بتطبيق خجول على أرض الواقع؟
ويرى مختصون أن التوجهات المتطرفة لدى بن غفير ستؤدي إلى مزيد من الاقتحامات للمسجد الأقصى، ولكن الإشكالية ستكون في آلية تلك الاستفزازات والخطوات التي تتخذها حكومة نتنياهو لمنع استفزاز المقاومة الفلسطينية.
** وقائع جديدة!
أكد المختص في الشأن (الإسرائيلي)، سعيد بشارات، أن اقتحام بن غفير للأقصى، سيكون أخطر من دخول شارون عام 2000 الذي أدى لاندلاع الانتفاضة.
وقال بشارات في حديث لـ "الرسالة نت": "بن غفير يعمل على فرض أجندات جديدة، وسيعمل على تنفيذها بطريقة أو بأخرى حتى لا تسقط ورقته، حتى لو عمل على تأجيل الاقتحام".
وأوضح أن الشرطة لا تناقش منع بن غفير من اقتحام الأقصى، باعتباره قائدها، "هي تحاول إيجاد طريقة غير استفزازية لاقتحامه وتأمينه".
ولفت إلى أن الاحتلال يدرك أن هناك تبعات كبيرة لأي استفزاز من اقتحام الوزراء للمسجد الأقصى، "ولكن يحاول فرض وقائع جديدة بطرق مختلفة".
وذكرت هيئة الإذاعة الرسمية "كان" أن مكتب بن غفير أبلغ الشرطة أن الوزير يعتزم زيارة "جبل الهيكل" الثلاثاء أو الأربعاء.
وقالت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" إن هذه الزيارة المحتملة تثير مخاوف من رد فعل فلسطيني عنيف.
وكتب بن غفير ردا على تقرير "كان": "أشكر وسائل الإعلام على الاهتمام بقضية زيارات الحرم القدسي، في الواقع، جبل الهيكل هو موضوع مهم، وكما قلت أنوي زيارة الحرم القدسي".
في حين، قال المختص في الشأن السياسي الدكتور محمود العجرمي: "أن يكون بن غفير على رأس وزارة مهمة في دولة الاحتلال يعني أن التوتر سيكون موجودا في الأراضي الفلسطينية خلال الفترة المقبلة".
وأضاف العجرمي في حديث لـ "الرسالة نت": "بن غفير الذي تولى رئاسة عصابات استيطانية وصاحب مشروع تطرفي يحث على قتل الفلسطينيين يدلل على أن ما يهدد به يجب أن يؤخذ على محمل الجد".
وأشار إلى أن اقتحام المسجد الأقصى واستفزاز المواطنين يؤكد أن هناك حالة من الغليان والتوتر خلال الفترة المقبلة.
وختم العجرمي حديثه: "لا شك أن هناك حالة تقييم مستمرة لدى المقاومة في غزة لأي تحركات من بن غفير وأمثاله في كيفية الرد وهل الوقت مناسب كما معركة سيف القدس أم لا".
وفي سياق متصل، حذّرت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" من أن التصعيد في المسجد الأقصى يمثل صاعق تفجير وستتحمل حكومة الاحتلال نتائج ذلك.
وأضاف المتحدث باسم الحركة، عبد اللطيف القانوع: "اقتحام رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو ساحة البراق وأداء طقوس تلمودية، وكذلك إعلان وزير الأمن القومي للاحتلال، ايتمار بن غفير نيته اقتحام المسجد الأقصى، يعكس غطرسة حكومة المستوطنين الفاشية ونواياها المبيتة لتصعيد الاقتحامات والاعتداء على المسجد الأقصى بهدف تقسيمه".
وأكد أن الشعب الفلسطيني سيتصدى ببسالة لهذه "الحماقات والاستفزازات" ولن يسمح بتمرير مخططات الاحتلال.
ووفق وسائل إعلام عبرية، أبلغت حركة حماس، الوسيط المصري أنها لن تقف مكتوفة الأيدي في حال نفّذ بن غفير، اقتحامه للأقصى.
ونقلت حماس رسائل شديدة اللهجة عبر الوسطاء المصريين والأمميين بخصوص نية بن غفير اقتحام الأقصى.