تلاحق أجهزة أمن السلطة الفلسطينية في مختلف مناطق الضفة، أي سلاح فصائلي تابع للمقاومة، ضمن محاولاتها القضاء على المقاومة وإبقاء سلاح واحد وهو التنسيق الأمني فقط.
واندلعت اشتباكات واسعة في مدينة بيت لحم بالضفة الغربية المحتلة أول أمس، على إثر ملاحقة وقمع أجهزة أمن السلطة، لعناصر من حركة فتح، نظموا عرضًا عسكريًّا مسلحا في ذكرى انطلاقة الحركة.
وتوعد عضو إقليم حركة فتح في بيت لحم، ومدير الشؤون العامة في المحافظة، محمد الجعفري، مسلحي حركة فتح في بيت لحم ببداية "حملة تطهير"، واصفًا إياهم بالخارجين عن القانون ويمارسون ظاهرة "غير وطنية".
فيما طالبت "كتائب شهداء الأقصى"، بإقالة قائد منطقة بيت لحم جنوب الضفة الغربية بعد إصداره أوامر بإطلاق النار على عناصرها، وقالت الكتائب في مؤتمر صحفي، شارك فيه عشرات المسلحين، إنها تطالب رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بإقالة قائد منطقة بيت لحم فورا، عقب إصداره أوامر بإطلاق النار على المدنيين والعزّل وعناصر من “شهداء الأقصى”.
وأضافت أن "فاسدين في السلطة وفي حركة فتح منعوا خروج مسلحين لأنهم غير خاضعين لأجنداتهم".
ويمكن القول إن ملاحقة السلطة لعناصر تنظيم فتح، يأتي خشية من تكرار نموذج ظاهرة عرين الأسود في جنين وكتيبة بلاطة في نابلس التي ينتمي جُل أعضائها إلى عناصر فتحاوية أصبحت تؤمن بأن خيار المقاومة المسلحة هو الأنجح لمواجهة الاحتلال.
ويؤكد النائب في المجلس التشريعي عن محافظة الخليل نايف الرجوب، أن رئيس السلطة لا يريد سوى سلاح واحد في الضفة وهو سلاح التنسيق والتعاون الأمني مع الاحتلال (الإسرائيلي).
ويضيف الرجوب في حديثه لـ "الرسالة نت" أن الهدف من ملاحقة عناصر كتائب الأقصى في بيت لحم والاشتباك معهم جمع سلاح المقاومة ومنع أي فصيل أو مواطن من اقتناء السلاح سواء كان تابعا لفتح أو لغيرها.
ويبين أن السلطة تريد سلاح الفلتان الأمني فقط، لذلك كل يوم نسمع عن جريمة قتل في يطا ودورا وغيرها من القرى الفلسطينية في ظل اهتمام السلطة بملاحقة سلاح المقاومة.
ويشدد الرجوب على أن الأمن الفلسطيني أصبح جزءا من منظومة الأمن (الإسرائيلي) ويخدم مصالح الاحتلال وهو الأمر الذي لا يوجد له أي تفسير آخر.
بينما يرى الكاتب والمحلل السياسي سليمان أبو ستة، أن السلطة لديها مهمة واضحة تكمن في منع أي عمل مقاوم أو أي محاولة لها وحرمان الضفة من أي بيئة يمكن أن تساعد على ذلك.
ويوضح أبو ستة في حديثه لـ"الرسالة نت" أن السلطة تعتقد أن بيئة فتح وكتائب الأقصى خصبة للعمل المقاوم وتحاول تقديم خدمة للاحتلال من خلال ملاحقة أي مظاهر لحمل السلاح خشية من توجه هذا السلاح في يوم من الأيام للاحتلال.
ويبين أن ذلك يأتي في إطار الخشية من تكرار تجربة كتيبة بلاطة وعرين الأسود في نابلس وجنين على اعتبار أنهم من عناصر "فتح" لذلك تعمل على منع انسحاب هذه الظاهرة ببيت لحم وغيرها من مدن الضفة ضمن محاولات محاصرة هذه الظاهرة.
بقمع (كتائب الأقصى) ببيت لحم.. السلطة تخشى نموذج جنين ونابلس
الرسالة نت- خاص