قال رئيس الهيئة المقدسية لمناهضة التهويد ناصر الهدمي، إن هناك إجراءات (إسرائيلية) فعلية لتهويد الجزء الشرقي من مدينة القدس، ومحاولة تذويب أي فوارق ما بين الجزء الشرقي والغربي للمدينة المقدسة.
وأضاف الهدمي لـ"الرسالة نت": "الاحتلال سابقا لم يكن يعتني بالجزء الشرقي؛ لكنه بعد الإعلان الأمريكي باعتبار القدس عاصمة موحدة للكيان، بدأ بسياسات تهويدية جديدة، تذيب أي فوارق بين الجزئين، لتبدو لأي قادم للمدينة أنها واحدة".
وأوضح أن الاحتلال أعاد ترميم مركز الشرطة في منطقة محيط الأقصى، وجددّ بنائه بشكل يوحي وكأن الجزء الشرقي أصبح جزءا من الكيان.
وذكر أن الاحتلال يواصل عملا استراتيجيا لتهويد المدينة ومحاولة نزع أي صبغة عربية أو إسلامية عنها، لافتا إلى أن هذه الإجراءات تترافق مع تصاعد الاستيطان في القدس والسيطرة على الممتلكات والعقارات بجوار المسجد الأقصى، بغرض تسهيل الوصول إلى أعماقه.
وبيّن أنّ سلطات الاحتلال أعلنت سيطرتها ووضع يدها على منطقة "بركة الحمراء" بالقرب من بوابة الخليل، التي تحتوي على دير يوناني من ضمن الأديرة والعقارات التي سربّت للاحتلال.
وذكر أنّ هذه المنطقة التي تضم قرابة 5 دونمات، أحيلت بقوة الواقع للجمعيات الاستيطانية، ورفض الاحتلال الانتظار حتى صدور قرارات محاكمة، مشيرا إلى أن احتلال المنطقة يعني الدخول إلى أعماق المسجد الأقصى.
ولم يستبعد أن تكون السيطرة على الأرض الفلسطينية، تتويجا لأنفاق سرية حفرت خلال السنوات والعقود الماضية، وينوي الاحتلال فتحها عبر السيطرة على هذه الأماكن، موضحا أن السيطرة على المنطقة يعني استحالة إعادتها وحسم أمور القضاء بقوة الواقع.
وحذر من خطورة هذا الإجراء على صعيد تسريع خطوات تهويد المدينة، والسيطرة الكاملة على الأقصى ومنطقة البلدة القديمة.
وأوضح أن المكان المستهدف مكتظ بالأبنية ولا يوجد فيه مناطق فارغة للبناء، ما ينذر بتصاعد عمليات الهدم في المنطقة.
وسلوان تمثل المنطقة الجنوبية والجنوبية الشرقية للمسجد الأقصى، ويعيش عليها قرابة 60 ألف نسمة، وتمتد على 6540 دونم تقريبا، وتمثل الخاصرة الرخوة لجنوب المسجد الأقصى، وتتعرض لعمليات تدمير منذ عقود ماضية.