غزة – الرسالة نت "خاص"
كان الجميع يتوقع أن تكون وكالة معا الإخبارية "المستقلة" حسب ادعاءها، نزيهة وان تترفع عن الصغائر في تعاملها مع الاحداث الداخلية التي حدثت وما زالت تحدث على الساحة الفلسطينية، وان تتعامل بحيادية تامة وان لا تفقد جمهورها من خلال مصداقيتها.
إلا أن ما تعرضه الوكالة من يوم إلى آخر يؤكد وبشكل قاطع أنها تأبى أن تنصاع لشرف مهنة الإعلام وأخلاقياتها، وأخذت على نفسها صبغة التهجم والتحريض اللامحدود، وتقف مجدداً وكعادتها تناصر سلطة فتح في موقفها الحرج ضد قناة الجزيرة القطرية بعد أن كشفت عن 1600 وثيقة سرية لسجلات التفاوض بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
وتتضمن الوثائق التي كشفتها الجزيرة والتي تحمل جميعها أختام سلطة عباس، خرائط قدمها الوفد الفلسطيني المفاوض لتكون أساسا لدولته المفترضة وفقا لمحاضر سرية مستوىً كبيرا من التنازل بشأن مستوطنات كل من القدس والضفة الغربية.
ووصف ناصر اللحام رئيس تحرير وكالة معا في تعقيبه على الحلقة الأولى لبرنامج "كشف المستور"، ان ما تفعله الجزيرة هو حملة اعلامية ضخمة - من اكبر الحملات الاعلامية في السنوات العشر الاخيرة - ويكاد يكون تقليدا ومحاكاة لما فعله موقع ويكليكس .
واضاف :" من حق القناة ان تبحث عن الشهرة والكشف والشفافية ولكن تل ابيب وواشنطن ستكونان المستفيد الاول من هذه الحملة شئنا ام أبينا ومهما كانت النوايا".
ويتابع رئيس التحرير: الله يعطي الجزيرة العافية فها هم بحجة الشفافية والرأي الاخر يذبحوننا كل يوم من الوريد الى الوريد ويكاد كل مشاهد عربي يشاهد الجزيرة يعتقد ان غالبية الفلسطينيين هم عبيد وخدم عند الاحتلال وليس فيهم من ثائر. وكأن الفلسطينيين لم يرفضوا التنازل ولم يرفضوا العودة للمفاوضات ولم يقاوموا ولم يصمدوا 60 عاما ولم يقدّموا خيرة ابطالهم للشهادة او السجن".
وختم اللحام تعقيبه بالقول:" يوم الثلاثاء نتابع برنامج الاتجاه المعاكس ليقوم الاستاذ فيصل القاسم بتأكيد التنسيق الامني وان كل قيادتنا فاشلة وعلى فلسطين السلام. نحن سكان الارض المحتلة نسأل الجزيرة: ماذا تريدون منا؟ هل تريدوننا ان ننتحر؟ ام نحرق انفسنا في الشوارع ليأخذ الحاخامات فلسطين لقمة سائغة؟ ام ما رأيكم ان نعطيكم فلسطين وانتم تقومون بتحريرها ونحن نأتي عدة سنوات نقاهة في قطر الى حين تنجزون المهمة؟ حسنا، فشلنا في المفاوضات وفشلنا حتى الان في هزيمة امريكا في كل معاركنا ونحن نقول ذلك كل يوم- ارحمونا يا ابناء جلدتنا ويا اخوتنا في الدم والدين او ادبحونا لنرتاح من اتهاماتكم".
كل هذا وأكثر يكشف للقارئ الفلسطيني مدى ما وصلت إليه معاً من خروج فاضح عن أخلاقيات وآداب المهنة الإعلامية، إلا أن الجميع يبقى معلقاً آماله بأن تتسم الوكالة بالحيادية وان تطبق الاستقلالية فعلا لا قولا حتى لا يتعامل معها جمهورها بانها تعمل لصالح فصيل ما ويصبح جمهورها هو فقط جمهور ذاك الفصيل .