الرسالة نت – عبد الحميد حمدونة
لم تنته في يوم من الأيام الاعتداءات المتواصلة من قبل سلطة رام الله على مكاتب قناة الجزيرة في الضفة الغربية، حيث أُغلقت مكاتب القناة بتاريخ 15 يوليو 2009م، وذلك ردا على استضافتها لفاروق القدومي واتهامه لرئيس السلطة المنتهية ولايته محمود عباس بالمشاركة في مقتل وتسميم ياسر عرفات.
وعلى اثرها اتهم عباس " الجزيرة " بالتحريض ضد السلطة ومنظمة التحرير في قضية اغتيال عرفات، الا انه تراجع فيما بعد عن قرار حظر القناة بتاريخ 19 يوليو 2009م وسمح لها باستئناف عملها.
كما لم تسلم الجزيرة من ملاحقات ومطاردات سلام فياض حين أمر بتعليق عمل مكاتبها بالضفة الغربية المحتلة ومنع طواقمها من العمل، وذلك إبان الهجوم العنيف الذي تعرضت له مدن الضفة الغربية من قبل قوات الاحتلال الصهيوني بتاريخ 29 مارس 2002م.
يذكر أن الجزيرة هي شبكة تلفزيون مقرها في العاصمة القطرية، وبدأت بوصفها قناة فضائية للأنباء العربية والشؤون الجارية ومنذ ذلك الحين مع نفس الاسم الجزيرة وسعت الشبكة بعدد من المنافذ، وقنوات تلفزيونية متخصصة في لغات متعددة.
وتتعرض القناة القطرية بين الحين والآخر إلى حملة تشهير وتجريح من قبل الناطقين بلسان حركة "فتح" بالضفة، في الوقت الذي تقوم فيه مجموعة منفلتة من "فتح" بحرق سيارة البث الخاصة في رام الله، بالتزامن مع تعرض عدد من العاملين فيها إلى تهديدات ومضايقات مستمرة.
وكان آخر المحرضين ضد القناة هو القيادي في حركة "فتح" ياسر عبد ربه، الذي شن حملة شرسة ضد الجزيرة بعد الوثائق التي نشرتها ليلة أمس و التي كشفت عن سلسة من التنازلات قدمتها السلطة للكيان خلال جلسات التفاوض.
وادعى عبد ربه أن الجزيرة تستهدف من حملة "كشف المستور" الهجوم على السلطة وتشويه صورتها في العالم العربي.
في حين وصفت النائب عن حركة فتح في نابلس نجاة أبو بكر قناة الجزيرة، بموردة التغطيات السلبية ضد الحركة ،متهمة إياها بتأجيج الانقسام الفلسطيني الداخلي.
قناة الجزيرة التي تسير مكشوفة الظهر مبرر وجودها يقوم على نقل المعلومة المهنية أولا، واستطاعت القناة من خلال المهنية في عملها كشف المستور بعد عقود من المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية التي لم تسمن ولم تغني من جوع.