الزعاترة: تفاجأنا في قضية اغتيال المدهون وأبو القرع
أبو ستة: يجب صدور قرار شعبي ضد هؤلاء المفاوضين
الرسالة نت – عبد الحميد حمدونة
بعد أن كشفت قناة الجزيرة الوجه القبيح لعباد المفاوضات المذلة من السلطة الفلسطينية في رام الله وعلى رأسهم صائب عريقات ومحمود عباس وأحمد قريع, الذين قدموا تنازلات بالجملة للطرف الصهيوني على حساب مبادئ الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة.
وحين ينكشف المستور يظهر قبح المعادلة ، يكون كبش الفداء معد وجاهز للتضحية، وهذا هو حال السلطة الفلسطينية التي ظهرت في حالة ضعف.
الكاتب والمحلل السياسي ياسر الزعاترة ومؤسس هيئة أرض فلسطين سلمان أبو ستة لم يتفاجئا من تنازلات الجانب الفلسطيني في المفاوضات، ولكن استغرابهم كان من كمية الوثائق التي نشرتها الجزيرة وذلك في حديث متلفز بثته القناة منتصف اليوم.
وثائق صحيحة
وبدوره قال المحلل السياسي الزعاترة :" إن تعقيبات كل من ياسر عبد ربه وصائب عريقات تؤكد صحة هذه الوثائق"، عازيا ذلك إلى أنهم شكلوا لجان تحقيق مع موظفي دائرة المفاوضات للتأكد من هوية مُسرب المعلومات الخطيرة.
ودعا كافة أطياف الشعب الفلسطيني للاطلاع على وثيقة جنيف بإدارة عبد ربه التي شطبت حق العودة ، لافتا إلى أن الارتباك يسود أجواء القادة الفتحاويين بعد تحفظ تسيفي ليفني على الوثائق.
وأكد المحلل الزعاترة أن المفاجأة الوحيدة في الوثائق -بالنسبة له- هي اغتيال القيادي في كتائب شهداء الأقصى "حسن المدهون" والذي استشهد مع القائد القسامي "فوزي أبو القرع" بتاريخ 1-نوفمبر-2009م، متطرقا إلى وثيقة سرية تفيد بأن محمود عباس سعى وراء حصة معقولة في القدس.
وحول قضية معرفة الجامعة العربية بكل صغيرة وكبيرة وراء كواليس المفاوضات، قال:" هذا لا يغير من حجم الجريمة إذا حصلت المفاوضات على غطاء عربي"، ولم يستبعد الزعاترة ضلوع مصر بصورة مباشرة في تلك المفاوضات.
وأشار إلى أن هناك تنازلات خطيرة وقعت بإصرار من قبل المفاوض الفلسطيني أحمد قريع في شهر أغسطس-2009م بعد فشله في انتخابات اللجنة المركزية، موضحا تصريحات قريع والتي قال فيها "معروض علينا دولة مؤقتة دون القدس وليس هناك أمل في حل الدولتين".
وأوضحت "حماس" في بيان لها أن الوثائق بما حملته من معلومات لم تكن مفاجئة على الإطلاق بالنظر إلى التسريبات المتكررة غير الرسمية التي تواترت إبان مسيرة المفاوضات العبثية بين السلطة والاحتلال، والتي تحدثت عن تنازلات خطيرة وغير مسبوقة في تاريخ الصراع.
مفاوض لا يعلم بمساحة أرضه
إلى ذلك قال أبو ستة مؤسس هيئة أرض فلسطين:" فلسطين هي أرض وقف إسلامي ليست للبيع ولا للتنازل"، مبينا أن الخريطة التي عرضها عريقات عن اقتراح أولمرت لتبادل الأراضي بتاريخ 4-مايو-2008م تبين المناطق الفلسطينية الشاسعة المتبادلة مقابل شريح صغير على حدود غزة.
واستغرب من المفاوض الفلسطيني الذي لا يعرف أن مساحة غزة والتي هي (360 كم مربع)، وأضاف :" كل هذه المفاوضات على علتها مشوبة بعدم علم الجانب الفلسطيني بالمؤامرات التي أحيكت له في الليل من الصهاينة والتي أوقعته في الوحل".
وتطرق أبو ستة إلى منطقة الشيخ جراح في مدينة القدس، بقوله :"هي جزء من مسلسل التنازلات"، مفندا مقولة المفاوض الفلسطيني أحمد قريع باستعداده للتنازل عن الشيخ جراح مقابل حصوله على امتيازات لذلك.
وطالب مؤسس هيئة أرض فلسطين كل باحث وغيور بالبحث في الوثائق وقراءتها وتفنيدها، معتقدا بأنه لا أحد سيخرج على الملأ ليخبرهم بأن هناك صورة مناقضة لمصداقية الوثائق.
ولفت إلى أن الجميع علم بخبايا المفاوضات حرفا بحرف، داعيا بصدور قرار وطني من الشعب الفلسطيني وعدم الاكتفاء بقول بأن الوثائق صحيحة أم خاطئة.
واختتم أبو ستة حديثه بالقول :" مقابر المفاوضات المذلة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي باتت للعيان كالشمس وسط النهار"، مبينا أن الشمس لا تغطى بغربال.
وتبدو الوثائق التي حصلت عليها الجزيرة وشرعت في نشرها بخصوص جولات طويلة من المفاوضات بين السلطة والكيان الصهيوني، أشبه بوثائق ويكيليكس في السياق العربي على وجه التحديد، ولكنها منحت الجميع أدلة يصعب نفيها على مواقف دأب القوم على نفيها.