وجّه ضابط كبير في جيش الاحتلال (الإسرائيلي) انتقادات شديدة إلى رئيس هيئة الأركان العامة، أفيف كوخافي، وإلى خطة الأخير بجعل الجيش "فتاكا وناجعا ومُبتكرا"، واعتبر أن حزب الله يقيم "بهدوء" في لبنان مصانع ويطور قذائف صاروخية دقيقة وصواريخ طويلة المدى، وفق ما نقلت عنه الإذاعة العامة (الإسرائيلية) "كان" اليوم، الأحد.
وقال الضابط إن خطة كوخافي ستؤدي إلى إلحاق ضرر شديد بالقوات البرية وحجم قوات الاحتياط. وأضاف "أننا عند عتبة الحد الأدنى من حيث حجم القوات مقابل تهديدات أكثر تعقيدا من تلك التي شهدناها في السنوات الأخيرة. وستواجه (إسرائيل) معركة شديدة تشمل تحديات داخلية ستكون فيها أهمية لأي مقاتل وسيتم الشعور بغيابه".
وانتقد الضابط تصريحات كوخافي التي كشف فيها عن استهداف جيش الاحتلال لشاحنة كانت ضمن قافلة أسلحة عند الحدود السورية – العراقية، في 11 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، والتي أفادت تقارير حينها بأنها أسفرت عن مقتل 15 شخصا.
وقال الضابط "ما هي الرسالة بذلك؟ ألم يكن العدو يعلم بأننا هاجمنا الشاحنة الثامنة؟ فقد تقرر الحفاظ على تعتيم. ورغم أهمية الهجمات في سورية، ونحن ’أبطال’ هناك، فإنه في لبنان يجري بشكل هادئ إقامة مصانع، ويستمرون في صنع وبناء قذائف صاروخية دقيقة وصواريخ طويلة المدى ونحن لا نرد على ذلك. وعندما تكون بحوزتهم قذائف صاروخية دقيقة فإن الحرب ستكون مختلفة".
وأشار الضابط إلى أن قوات الاحتياط آخذة بالتقلص. "سرّحنا عشرات الآلاف من جنود الاحتياط، وقلصنا حجم ألوية وفرق عسكرية، وهناك تراجع في المؤهلات والوحدات الخاصة، ويوجد نقص بقطع الغيار".
وتابع أن "علينا الحفاظ على احتياطي جنود الاحتياط، وهذه فنطازيا الاعتقاد أن حربا ستنتهي بانتصار سريع خلال أسبوع. وبدلا من الحفاظ على عشرات الدبابات وتحديثها، حوّلوا الميزانية كلها إلى التكنولوجيات المتطورة".
وبحسب الضابط، فإن "الجيش تحول إلى شركة هاي تك"، وانتقد مفهوم خطة "تنوفا" المتعددة السنوات التي وضعتها كوخافي، والتي تقضي بتحويل جيش الاحتلال إلى جيش "فتاك وناجع ومبتكر"، وقال إن "هذا كله يأتي على حساب جيش البرية الذي في نهاية الأمر هو الذي يحسم في ميدان القتال".
واعتبر الضابط أن القرار بعدم اجتياح قطاع غزة خلال عدوان أيار/مايو 2021، كان خاطئا. "فقد خططنا لقتل مئات" من مقاتلي حماس في الأنفاق، "وقررنا تنفيذ هذه الخطة خلال حرب، لكن تقرر في نهاية الأمر عدم إدخال قوات (للقطاع)، وتخوفنا من تشكيل خطر على القوات التي كانت مستعدة مع العتاد الدفاعي كلّه".
وتطرق الضابط إلى نقل مسؤوليات على "الإدارة المدنية" للاحتلال (الإسرائيلي) في الضفة الغربية إلى رئيس حزب الصهيونية الدينية، بتسلئيل سموتريتش، وتعيينه وزيرا في وزارة الأمن. وقال إنه "ستكون هناك مشاكل في التنسيق، وسيشرعنوا بؤرا استيطانية عشوائية والوضع قد يتصاعد مع حكومة صدامية. وسيكون هناك عبئا أكبر على جنود الاحتياط، وزج قوات أكثر على حساب تدريبات للقوات النظامية".
وعقب الناطق باسم جيش الاحتلال (الإسرائيلي) على اقوال الضابط، أن "الادعاءات لا تعكس صورة الوضع في الجيش (الإسرائيلي). وقسم منها خاطئ، والآخر لا أساس له. وطوال الخطة المتعددة السنوات ’تنوفا’ كان تعزيز قوات البرية واضحا".