قائمة الموقع

حرب جديدة تعلنها (إسرائيل) على العلم الفلسطيني

2023-05-20T13:05:00+03:00
الرسالة نت– مها شهوان

 أي شيء فلسطيني يزعج الاحتلال (الإسرائيلي) فالشعارات المكتوبة على الجدران ترعبه، والهتافات الثورية في المسيرات الشعبية تهزه أكثر، أما العلم الفلسطيني تصاغ له القوانين العنصرية لملاحقة حامليه.
مؤخرا أصدر وزير الأمن القومي (الإسرائيلي) اليميني المتطرف إيتمار بن غفير قراراً بحظر رفع أي علم فلسطيني في الأماكن العامة، وذلك عقب توتر بين بن غفير والشرطة (الإسرائيلية)، بعد تجاهل الأخيرة تعليماته بمنع الاحتفالات بتحرير الأسير الفلسطيني كريم يونس.
وسعت (إسرائيل) إلى محاربة الرموز الوطنية، ولعل العلم الفلسطيني أبرزها حيث أقرت قانونا يحظر علم فلسطين عام 1967 ويمنع إنتاج أعمال فنية تتكون من ألوانه الأربعة، وطوال مسيرة النضال استشهد وجرح واعتقل مواطنون من أجل العلم، خاصة خلال انتفاضة الحجارة عام 1987م.
ويحاول المواطنون خاصة في مدينة القدس رفع العلم الفلسطيني كشكل من أشكال مواجهة ومقاومة الاحتلال، في إشارة منهم للتحدي والصمود، وإثبات الهوية الفلسطينية للمدينة المقدسة، رغم كل محاولة التهويد والأسرلة التي سعى الاحتلال إليها على مدار سنوات الاحتلال.
وعادة ما تقمع سلطات الاحتلال رفع المواطنين للعلم، خاصة بالقدس والداخل المحتل عام 1948، بالضرب والتعنيف والاستيلاء على العلم، والاعتقال في حالات كثيرة، ولعل جنازة الشهيدة شيرين أبو عاقلة كانت أكبر دليل.


رمزية العلم

تقول الناشطة فادية أبو الهيجاء التي تسكن الجليل الأسفل إن قضية العلم ومنع رفعه ليست بالجديدة ودوما هناك حالات قمع للشباب من قبل الاحتلال بهذا الخصوص، موضحة أن قانون العلم الذي تم تمريره العام الماضي بالكنيست كان بداية ملهمه لبن غفير للعمل على إضافة انتهاك عنصري لسلسة الممارسات العنصرية الفاشية لديه.
وأكدت أبو الهيجاء للرسالة نت أن أجهزة الاحتلال تعمل على ملاحقة كل من يرفع العلم الفلسطيني في القدس والداخل المحتل، وأكبر دليل كان الاعتداء الهمجي على المشاركين ورافعي العلم في جنازة الصحفية المقدسية شيرين أبو عاقلة.
وذكرت أن منع رفعه وإزالته لا يتم من قبل العناصر الأمنية (الإسرائيلية) فقط، بل امتد ذلك إلى قيام المستوطنين بهذه المهمة، بحجة تماهي رفع العلم مع الإرهاب، مؤكدة أن منع رفع العلم في الأراضي المحتلة يأتي تأكيدا على السيادة (الإسرائيلية) التي تناقض رمزية العلم، خاصة في القدس المحتلة.
وترى أبو الهيجاء أنه من المقلق " منع رفع العلم لما لذلك من تداعيات للموضوع، وعليه سيتم اقتحام المسجد الأقصى والمؤسسات التعليمية وغيرها بالإضافة إلى قمع أي تجمع ومظاهرة واعتصام في القدس والداخل بحجة رفع العلم.
وتعلق:" تمسكنا بالعلم يقوم على ما يمثله من رمزية، وهوية فلسطينية وايضا لارتباطه بمورثنا من النضال (..) منع العلم هو محاولة للتضيق ولاغتيال ارتباطنا بالقضية والكل الفلسطيني، وما هو إلا إضافة إلى مصوغ للاعتقال والتضيق تحت بند العقوبات والاخلال بالأمن".


مكاسب سياسية وانتخابية

وفي السياق ذاته ذكر المحلل السياسي عصمت منصور أنه من الواضح أن الاحتلال وحكومته المتطرفة يحاربان كل مظاهر التعبير عن الهوية الفلسطينية سواء بشكل مباشر من خلال استهداف الأرض وسرقتها أو بمحاربة الرموز التي تدلل على الحقوق الفلسطينية.
وأوضح منصور  للرسالة نت، أن الاحتلال من خلال قوانينه العنصرية مثل قانون حظر رفع العلم الفلسطيني يريد حسم الصراع لصالحه والقضاء على كل أشكال التعبير عن حقوق الشعب، مبينا أن ذلك يبرز في خطاباتهم لدرجة أنهم لا يسمون الشعب الفلسطيني باسمه بل يطلقون عليه مسمى العربي في محاولة لسحب الخصائص القومية الفلسطينية.
ويرى منصور أن تهديدات بن غفير كسابقيه، فهو يريد تحقيق مكاسب سياسية وانتخابيه من خلال إطلاق تلك الوعود.
وعن مدى استجابة فلسطيني الداخل وعدم رفعهم العلم بعد تهديدات بن غفير، أكد المحلل السياسي أن الشعب لم يستلم أبدا لهذه السياسة أو يخضع لها، موضحا أن العلم الفلسطيني رفع بمؤسسات دولية وأثبت حضوره أمام العالم تعبيرا عن حقوقه.
وأكد منصور أن العلم الفلسطيني أصبح رمز للحرية في كل العالم تعبيرا لرفض الاحتلال وقمع الحريات، وظهر ذلك خلال كأس العالم حين رفعه كل الأحرار تأكيدا على حق الفلسطينيين في التحرر.
ويبدو واضحا أن حرب (إسرائيل) ضد العلم الفلسطيني هي محاولة لقمع الاحتجاج على واقع الاحتلال واستمرار نهب الأرض وانعدام الأمل، وهي محاولة أخرى لمحو وجود الشعب الفلسطيني.

اخبار ذات صلة