حالة من الغضب تجتاح السجون (الإسرائيلية) بسبب ما فعلته مصلحة السجون من تنقلات انتقامية من الأسرى بداية الأسبوع، فنقلت 40 أسيرا من عزل سجن "هداريم" إلى عزل سجن "نفحة"، على أن يتم نقل المجموعة الثانية فيما بعد.
وتأتي خطوة نقل عدد من الأسرى إلى سجن نفحة، بعد يومين من زيارة وزير "الأمن القومي" للاحتلال "إيتمار بن غفير" إلى الأقسام الجديدة في سجن "نفحة"، وسعيه لإقرار قانون الإعدام للأسرى الذين نفذوا عمليات بطولية قُتل فيها (إسرائيليون).
سياسة التنقلات التي تستخدمها إدارة السجون بشكل مكثف تهدف إلى إرهاق الأسرى وتأتي للضغط عليهم لفك إضرابهم أو معاقبتهم لزعزعة استقرارهم، كون طريقة النقل مرهقة بواسطة البوسطة -باص محصن- ويتم خلالها إجبار الأسير على الجلوس على مقاعد حديدية غير مريحة بعد أن يتم تكبيل قدميه ويديه وسط حراسة مشددة.
ولا يقاس العذاب في هذه التنقلات بالمسافة الواقعية بين السجون بل بما يمر به الأسير خلال رحلة العذاب من شروط صعبة.
نفسية صعبة وتأخر دراسي
يقول ناصر قوس -أسير محرر ومدير نادي الأسير في القدس، إن التنقلات من سجن لآخر تؤثر على نفسية الأسير بعدما يكون في حالة استقرار في معتقل معين وينسج علاقات مع زملائه، ويلتزم بمتابعة دراسته الجامعية وتوفر كتبه، فجأة دون سابق انذار وتحديدا في الليل تقتحم قوة من الجيش تتعدى على الأسرى وهم نيام لتأخذ من تريد نقله بدون مقتنياته الشخصية وكتبه.
ويحكي قوس "للرسالة نت" أن الأسير وقت اعتقاله وتنقله من سجن لآخر يتأثر نفسيا كحال زملائه الأسرى فهو ينتقل إلى جو آخر سيحاول التأقلم معه من جديد فيحتاج لأسابيع حتى يستوعب الوضع.
وذكر أن كثيرا من الأسرى يقلقون عند النقل خشية تأخرهم عن الدراسة، فهم يرحلون دون كتبهم الدراسية التي تصلهم متأخرة بعد أسابيع طويلة أو حتى شهور.
مخالفات في القوانين الدولية
وفي السياق ذاته يؤكد إسلام عبده مدير العلاقات العامة والإعلام بوزارة الأسرى في غزة، أن سياسة التنقلات تهدف للتنغيص على الأسرى وجعل حياتهم غير مستقرة داخل السجون من خلال نقلهم من غرفة لأخرى ومن قسم لآخر ومن سجن لسجن، وذلك عبر مواعيد غير محددة للنقل تهدف إلى ضرب استقرار الحالة التنظيمية داخل المعتقلات.
ويقول:" الأسير يبحث داخل سجنه عن الاستقرار النفسي وتطوير ذاته وقدراته لكنه طيلة الوقت مهدد بالتنقلات التعسفية التي تؤخره".
ويضيف عبده إن النقل يتم عبر اقتحام الغرف في ساعات الفجر الأولى بحجة التفتيش ثم نقل الأسرى بطريقة وحشية والاعتداء عليهم مما يشكل مخالفات كبيرة في قواعد القوانين الدولية.
وذكر أن العام الماضي شهد رفض الأسرى التنقلات لاسيما حين حاولت مصلحة السجون إجبار أصحاب المؤبدات على تلك السياسة للانتقام منهم وصنفتهم بالخطرين، موضحا أن احتجاج الأسرى أثمر عن تحديد مواعيد عامة للنقل بحيث تجري من غرفة لغرفة كل 4 شهور، ومن قسم لآخر كل 12 شهرا، ومن سجن لآخر كل 30 شهرا.
ويشير إلى أن الأسرى يرفضون التنقلات باعتبارها تمس بحقوقهم الإنسانية، لافتا إلى أن تلك التنقلات من شأنها إحداث قلق كبير داخل المعتقلات (الإسرائيلية).
وبالمجمل يتعرض الأسرى عند نقلهم للضرب ومصادرة مقتنياتهم وإذلالهم وإخراجهم مقيدين دون ملابس وتركهم في البرد الشديد ساعات طويلة.