دعوات بعصيان مدني

بسبب الخلاف على الحكومة.. هل تقبل (إسرائيل) على حرب أهلية؟

الرسالة نت-مها شهوان

مع تشكيل الحكومة (الإسرائيلية) برئاسة بنيامين نتنياهو، زادت الصراعات والمناكفات الداخلية بين قادة الاحتلال، ووصلت للذروة مؤخرا بعد دعوات أعضاء كنيست من اليسار إلى عصيان مدني، بينما دعا أعضاء كنيست من اليمين إلى اعتقال قادة المعارضة بتهمة "الخيانة للوطن".

وبسبب التغييرات التي نفذتها حكومة نتنياهو الجديدة، دعا أعضاء من المعارضة إلى التظاهر ضدها، حتى إن عضو الكنيست السابق يائير غولان" دعا في تغريدة إلى "عصيان مدني واسع النطاق".

ووفق محللين، فإن ما يجري في (إسرائيل) حال اشتعلت الأمور، خاصة بعد المظاهرة المقبلة ليلة الأحد من الأسبوع القادم ينذر بحرب أهلية، في ظل تجاهل انتقادات المجتمع المحلي وحتى الدولي.

أدوات المواجهة الفيصل

يقول سعيد بشارات المختص في الشأن (الإسرائيلي) إن التهديدات التي يطلقها قادة الاحتلال تجاه بعضهم دخلت مرحلة الصراع الفعلي على أرض الواقع، لكن الصورة النهائية ستتضح بعد مظاهرة يوم السبت المقبل.

ويوضح بشارات "للرسالة نت" أن الأدوات والأسلحة التي سيستخدمها بن غفير في فض التظاهرة هي التي ستحدد شكل المواجهة لاسيما في حال جرت اعتقالات سياسية لأعضاء من الكنيست.

وذكر أن ما يجري من وقائع على الأرض يؤكد الحديث عن أن نهاية (إسرائيل) ستكون بحرب أهلية.

ولم يذهب حسن خاطر المختص في الشأن (الإسرائيلي) بعيدا، حيث أكد أن ما يدور ليس مجرد مناكفات بل تناقضات حقيقية في الوسط السياسي لوجود عقليات جديدة، مشيرا إلى أن ما جرى هو تغيير في الرؤية والسياسات والأهداف وهذا يمس، بدرجة كبيرة، جوهر المشروع الصهيوني الذي قام منذ البداية على رؤية وأهداف محددة وسياسات معينة رغم تعاقب الحكومات.

ويرى خاطر أن هذه السياسات ثابتة لكن الوجوه الجديدة أمثال بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، لا تأبه بالحسابات الإقليمية أو الدولية بل حساباتهم مرتبطة فقط بزيادة عدد المقاعد داخل الكنيست، وزيادة التهويد وقتل المزيد من الفلسطينيين.

وذكر "للرسالة نت" أن هذا الأمر يخيف الشخصيات السياسية في دولة الاحتلال بفعل السياسات الجديدة التي تعجل في الكارثة لدولة الاحتلال.

وعن مدى تأثر الحكومة الجديدة، أوضح خاطر أنها ستضعف النسيج السياسي والاجتماعي، لأن هذا التناقض ليس مجرد وجهات نظر سياسية بل اختلاف في الرؤية، مبينا أن الصراع الداخلي سيعمل على بروز تيارات جديدة تعيد التوازن للحياة السياسية.

ويبرز الصراع الداخلي في تصريحات عضو الكنيست عن حزب عوتسما يهوديت "تسفيكا فوغل"، حين قال في مقابلة على موقع كان ١١ العبري إنه يجب اعتقال زعيم المعارضة "يائير لابيد"، ورئيس معسكر الدولة "بيني غانتس"، و"يائير غولان"، و"بوجي يعلون" بسبب "دعوتهم إلى حرب".

وفي أعقاب المظاهرات الأخيرة التي نُظمت احتجاجاً على إجراءات الحكومة، دعا وزير الأمن القومي "إيتمار بن غفير" الشرطة إلى التشدد مع المتظاهرين.

كما قال العميد “آساف أغمون” أحد منظمي التظاهرة السبت الماضي: "نتنياهو وشركاؤه في الحكومة المجرمة يقضون على الديمقراطية والنظام القضائي، وكاد تحريضهم ضد معارضي الحكومة أن يقتل أحد المحتجين في بئر السبع".

البث المباشر