رد فلسطينيو الداخل والقدس على قرار حظر رفع العلم الفلسطيني في الأماكن العامة الذي أصدره وزير الأمني القومي (الإسرائيلي) اليميني المتطرف إيتمار بن غفير، برفعه "خاوة"، حيث سجل العشرات من النشطاء والإعلاميين فيديوهات نشرت عبر صفحات التواصل الاجتماعي الخاصة بهم وهم يرفعون العلم الفلسطيني.
ورغم الوعيد الذي أعلنه بن غفير لمن يرفع العلم الفلسطيني، إلا أن الرد الفلسطيني عليه كان كما المثل الشعبي " بله واشرب ميته".
يقول الناشط رأفت أبو عايش من الداخل المحتل إن ما يفعله بن غفير كدعاية سياسية له ليظهر "تطرفه اتجاه الفلسطينيين"، مشيرا إلى أنها قرارات فارغة سيقابلها النشطاء بمزيد من الاستفزاز للاحتلال ورفع العلم.
وكونه يعيش في النقب ويدرك طبيعة السكان هناك وفي الأراضي المحتلة والقدس، فإنهم سيرفعون العلم بكل مناسبة فطبيعتهم "العناد" والايمان بحقهم الوطني كمان يقول أبو عياش.
وأشار إلى أن التهديدات لن تؤثر عليهم بشيء وذلك يظهر بوضوح كما جرى وقت مسيرة الأعلام حين اقتحم المستوطنين المسجد الأقصى بالعلم (الإسرائيلي) وقابلهم الفلسطينيون بعلمهم.
ويؤكد أن الاحتلال يتربص بأي فلسطيني سيرفع العلم وقت الإفراج عن الأسير ماهر يونس ابن عم كريم، والفلسطينيون يدركون ذلك لكن سيرفعون العلم "خاوة" دون خوف من اعتقال او ملاحقة.
وفي السياق ذاته يقول الناشط الضفاوي عبد الله شتات إن نشطاء الداخل المحتل يتحدون بن غفير برفع العلم الفلسطيني، ما قد يؤدي إلى مسيرات استفزازية أكثر للاحتلال يجري حمل العلم خلالها.
ويرى أنه كان من الأولى لأعضاء الكنيست العرب أن يتصدون لقرار بن غفير ويدافعون عن علمهم الفلسطيني، فتلك مهمتهم والمتمثلة بالدفاع عن القضايا الوطنية.
ويذكر شبات أن تحدي الفلسطينيون عبر السوشيال ميديا لبن غفير برفع العلم سيكون على أرض الواقع وبأعلام أكبر، مؤكدا أن العلم يمثل سيادة ووجود الفلسطيني على أرضه، والهجوم عليه يعني الاعتداء على الفلسطيني وتاريخه.
في حين كتبت الناشطة سهير بدارنة على صفحتها الفيسبوك: يجب أن نعمل على مشروع جديد وهو أن ندعو لرفع العلم الفلسطيني في كل بيت من بيوتنا، يجب أن نعمل كلنا على رفع العلم وألا نخاف من تهديدات بن غفير وغيره".
في حين قالت منظمة العفو الدولية "أمنستي" "إن قرار وزير الأمن القومي (الإسرائيلي) إيتمار بن غفير بمنع رفع العلم الفلسطيني والتلويح به داخل أراضي عام 1948 محاولة جبانة ومتوقعة لطمس هوية شعب ومخالف لمواثيق الأمم المتحدة وحقوق الإنسان".
وأوضحت المنظمة، أن الاستطلاع الذي أجرته أظهر أن التحريض على العلم الفلسطيني من قبل سياسيين ومنظمات (إسرائيلية) طوال السنوات الماضية لاقى نجاحًا كبيرًا في زرع الخوف في نفوس معظم اليهود عند رؤيته".
ونوهت إلى أن الاستطلاع أكد أن أكثر من 80% ممن يرفعون العلم الفلسطيني يقصدون به التعبير عن هويتهم الوطنية، أو الاحتجاج على سياسة التمييز العنصري، التي تنتهجها (إسرائيل) ضدهم.
وقالت: "هذا السلوك معروف منذ فجر التاريخ في الأنظمة القمعية والدكتاتورية حول العالم، قمع حرية التعبير هو مجرد بداية وتمهيد لقمع أقليات ومجموعات مستضعفة أخرى ومصادرة حقها في التعبير".
وطالبت منظمة العفو الدولية السلطات (الإسرائيلية) بالتراجع عن التعليمات التي أصدرها، محذرة من أن هذه التعليمات تشكل انتهاكا واضحا للمواد 2 و7 و 19 و 20 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ومواثيق الأمم المتحدة، والتي تشكل حجر أساس للقانون الدولي.