قائمة الموقع

المنقذون ... صمام الأمان للمستجمين على شاطئ غزة

2009-08-11T06:42:00+03:00

غزة-عبد الحميد حمدونة

يتنسم  المنقذ عبد الرحيم الهبيل "19عاما" الهواء العليل في برجه  الخشبي الذي يعلو خمسة أمتار عن شاطئ بحر السودانية غرب مدينة غزة.

ينقل عيونه اليقظة يمينا وشمالا تجاه المستجمين خشية من غرق أحدهم، تعكر صوت صافرته متعة المصطافين الذين يضطرون للسباحة في مكان آخر حسبما يشير المنقذ.

ينزل الهبيل في وقت المساء للشاطئ ينادي على المستجمين طالبا منهم عدم الابتعاد كثيرا، أو الاقتراب من الأماكن الخطرة  التي غرز قبالتها راية حمراء ، في دلالة على الخطورة.

وأكثر ما يضيق بصدره ذرعا عدم اكتراث الشبان لتحذيراته المتكررة، وتجاهل البعض في السباحة بأماكن محظورة.

ويشير الهبيل إلى أن مهمته توفير الحماية للمستجمين وتحديد أماكن السباحة الآمنة، وتقديم الإسعافات الأولية للغرقى.

مع اكتظاظ المستجمين تصعب مهمة المنقذين، لكن الهبيل يشير إلى وجود"حسكة موتور" خاصة موجودة لإنقاذ الغرقى على مسافة 300م فأكثر، أما أقل من ذلك فلا مجال إلا لإنقاذهم سباحة.

من جانبه قال المواطن رائد"23عاما": أغلب المنقذين ينامون في برجهم، ولا ينتبهون للمستجمين اطلاقا، عازيا ذلك الى تقصير جهاز الدفاع المدني في مراقبة المنقذين. ويحمل رائد مسؤولية ضحايا الغرق الى تقصير المنقذين وانشغالهم في أعمالهم تلهيهم عن تأدية عملهم.

ويعلق الهبيل على ذلك فيقول:لا شك في وجود بعض المنقذين المهملين، لكن هذا الموسم هناك التزامات وشروط  تجبر المنقذين على انتباههم، لأنهم سيتعرضون للتحقيق في حال غرق أحد المستجمين، ما يوقع المنقذ في ورطة لعدم تبرير موقفه، ولفت  الى أن أغلب حالات الغرق التي شهدها الصيف كانت بعد انتهاء دوام عمل المنقذين.

بينما يرى المواطن شحادة"32عاما" أن المنقذين يقدمون عملهم بشكل مريح في مراقبة المستجمين، ويضيف أن ابنه قد غرق قبل أسبوعين ولولا الله أولا ثم المنقذ لكان ابنه في خبر كان.

ويشكو الهبيل من قلة راتبه، مشيرا الى أن الـ200$ شهريا لا تكفي لمواصلات الذهاب والإياب للمنزل، هذا بالإضافة للعمل تحت الشمس الحارقة طوال 12 ساعة، ويطالب بزيادة راتبه الذي يتقاضاه.

وبحسب إحصائيات مسجلة من جهاز الدفاع المدني لشهري يوليو وأغسطس فقد تم رصد  692 حالة غرق على طول شاطئ بحر غزة.

وعند غروب الشمس الساعة الثامنة تبدأ صفارات الإنذار تنطلق من أفواه المنقذين إيذانا بانتهاء دوامهم في أبراج الإنقاذ، فبعض المستجمين لا يكترث بصفارتهم، والبعض الآخر يخرج من البحر، ومن الجدير ذكره أن أغلب حالات الغرق تكون بعد انتهاء الدوام.

ويشار أن أطقم الإنقاذ البحرية عثرت على الطفل إبراهيم المغاري البالغ من العمر"10سنوات" قبل أسبوعين على بحر رفح جنوب القطاع مفارقا للحياة.

وقال النقيب مسعد العرابيد مدير الإنقاذ البحري: إن فرق الإنقاذ واجهت صعوبة في العثور على الطفل المغاري، مضيفا: أن عمليات البحث استمرت حتى الساعة الثانية عشر في منتصف الليل، ومشيراً إلى أن الفرق استخدمت شباك خاصة بالصيد حتى عثر عليه وقد فارق الحياة.

وتابع التقرير: إن فرق الإنقاذ البحري أنقذت 203 حالة غرق في محافظة غزة لوحدها، بينما أنقذت 61 حالة غرق في محافظة الشمال، و76 حالة غرق في محافظة الوسطى، و170 حالة في محافظة خان يونس، كما أنقذت 36 حالة غرق في محافظة رفح.

 

اخبار ذات صلة