كل شيء على هذه الأرض يقارع المحتل بما يمتلكه من أدوات، فالشيخ قبل الشاب، والمرأة تتقدم قبل زوجها؛ لأن الهدف واحد، وهو تحرير البلاد.
في قرية كفر قدوم التابعة لمحافظة قلقيلية، يُعرف الشاب إيهاب اشتيوي عن نفسه "للرسالة نت" أنه يبلغ من العمر 35 عاما، وهو خريج إدارة أعمال؛ لكنه عاطل عن العمل رغم أن القانون الفلسطيني يمنحه الحق في الحصول على وظيفة؛ لكونه من ذوي الاحتياجات الخاصة "قصير القامة"، كما يقول.
مؤخرا، انتشر فيديو للشاب -الذي يلقبه من حوله "بالعقيد أبو شهاب"- يحكي فيه عن كشفه لكمائن الاحتلال التي ينصبها الجنود لإلقاء القبض على الشباب في كفر قدوم.
يظهر "العقيد إيهاب" خلال فيديو يُسأل فيه: "مبينين يا إيهاب؟"، فيجيب: "أه، 3 جنود هيهم مختبئين"، وهنا يحرق إيهاب مخطط الجنود في القبض على الشباب.
كما يظهر في الفيديو ذاته جنود الاحتلال وهم يلاحقونه، وهو يركض سريعا حتى يصل إلى بر الأمان.
وبخطوات قصيرة لكنها سريعة، يحمي إيهاب العشرات من الشباب يوميا من حملات الاعتقال التي ينفذها جنود الاحتلال في قرى وبلدات الضفة المحتلة، حيث ينادي من حين لآخر أبناء منطقته "اهربوا، في جيش عالطريق".
ويحكي "للرسالة" أن مهمته -التي أعطاها هو لنفسه- هي تأمين الطريق للشباب؛ حتى لا يقعوا في فخ الاعتقال أو الإصابة، وسيواصل ذلك طيلة حياته رغم أن ذلك يعرضه للخطر عند إطلاق النار.
وعن الطريقة التي يكشف فيها كمائن جنود الاحتلال التي يتربصون بها لشباب كفر قدوم لاسيما وقت الأحداث، يرد اشتيوي: "سرية ولن أكشف عنها رغم بساطتها".
وذكر أنه في إحدى المرات تم احتجازه من جنود الاحتلال والتحقيق معه ساعة كاملة، وسألوه: "لماذا تحمي المجانين؟"، فبقي صامتا ولم يرد عليهم معتبرا ما يفعله خلال العامين الأخيرين هو تقدير من الله، وهو قبل خروجه من المنزل يصلي ويدعو الله أن يحميه ليعود سالما لعائلته.
ويوضح أن شباب المنطقة يمنعونه كثيرا من التقدم، ويطلبون منه العودة للمنزل كي لا يصاب برصاص الاحتلال، يقول: " شباب كفر قدوم يخافون عليّ كثيرا؛ لكنني دوما أخبرهم أنني لا أخشى أحدا سوى الله".
وأكثر ما يدفع إيهاب لمواصلة كشف الكمائن هو رؤيته للجرحى وهم ينزفون عند إصابتهم، وكثرة سماعه عن الشهداء في القدس وجنين والضفة وغزة.
وعن سبب تسميته بالعقيد، يضحك قليلا ثم يقول: "ينادونني العقيد أبو شهاب؛ لأنني قوي ومنذ 30 مارس 2022 لم يُعتقل أحد من قريتي بسبب ما أفعله".
وتابع: "أشعر بالسعادة حين يُقدّر شباب قريتي ما أفعله حتى لو كان بسيطا أو عاديا، فرفعهم لمعنوياتي يحمسني كثيرا".
حكاية الشاب اشتيوي التي لفتت الجميع إليه لم تنته؛ حيث سيواصل كشف كمائن الاحتلال، وحماية قريته التي سمته بـ "النشمي"؛ لدوره البطولي في التصدي للجنود (الإسرائيليين).