منذ عام 1967، يكافح المقدسيون للبقاء في بيوتهم، خاصة بعد سن الاحتلال قانون "أملاك الغائبين" في مارس 1950؛ ليسيطر على بيوتهم بحجة أن أصحاب البيت غائبون.
لم يقبل المقدسيون بالقانون العنصري؛ فهم يقاومون دائما عمليات الاستيلاء على ممتلكاتهم، كما يجري في حي الشيخ جراح وسلوان.
السيدة فاطمة سالم التي تسكن حي الشيخ جراح منذ ما يزيد عن 70 عاما، تقول عن معاناتها مع المستوطنين: "أنا مواليد هادي الدار.. إحنا هون قبل الاحتلال (..) واقفة على أرضي التي استولى بن غفير على ساحتها الخارجية".
وتمضي بقولها: "قبل عام نصب خيمة واعتبرها مكتبا له، وجاء المستوطنون يرقصون ويغنون تحت حماية الشرطة (الإسرائيلية)، واليوم وضعوا الحصمة، لا أعلم ماذا يريد أن يبني، لكن سأقف له بالمرصاد ولن أسكت، وتهديداته لي لن تجدي نفعا".
ورغم مضي تلك السنوات الطويلة من مسيرة الكفاح التي قادتها فاطمة وعائلتها عند مواجهة المستوطنين، حمل أولادها نفس الهمة والعزيمة في المواجهة حتى الأحفاد ومنهم حفيدتها التي تحمل اسمها وتبلغ من العمر سبع سنوات.
عندما ترى فاطمة الصغيرة المستوطنين قرب منزلهم، فإنها ترفع العلم الفلسطيني وتلوح به، وتردد "لو طخوني ما راح أطلع من البيت".
يذكر أن مساحة بيت سالم الذي يحاول الاحتلال سرقته 240 مترا، قطع المستوطنون أشجار الزيتون التي غرست قبل نحو 30 عاما، وكان غصن حكاية مع السيدة فاطمة "أم إبراهيم" فوالدها من زرعها وورثت هي العناية بها.
تعيش عائلة سالم في حي الشيخ جراح منذ 74 عاما، واليوم تواجه خطر التهجير القسري، لكن أم إبراهيم تؤكد أنها لن تخرج من منزلها، إلا إلى القبر.
يقول ابنها إبراهيم "للرسالة نت" إن آخر جلسة حكم للبت في قضية بيتهم في المحكمة (الإسرائيلية) كانت في ديسمبر الماضي، وينتظرون الأخيرة في التاسع من مارس المقبل، مشيرا إلى أن تلك المحاكم عنصرية، وتدعم المستوطنين، لكن صمودهم في البيت أقوى من أي حكم.
ويضيف: يواصل المستوطنون اعتداءاتهم، ونحن ندرك جيدا كيف نتعامل معهم خاصة رغم أن قانونهم العنصري يحميهم، لافتا إلى أن صغار عائلته كما الكبار يفهمون جيدا ما يجري فقد خبروه مذ جاءوا إلى الحياة وما زالوا يرون جنود الاحتلال يقتحمون البيت، والمستوطنين يلقون الحجارة ويستفزون أهالي الحي".
وذكر سالم أن عائلته تواجه منذ سنوات طويلة خطر الإجلاء من منزلها في حي الشيخ جراح، الذي تقيم فيه منذ عام 1948.
ويجدر الإشارة إلى أن العام الماضي وافقت المحكمة (الإسرائيلية) على تجميد قرار إجلاء عائلة سالم "مقابل 25 ألف شيكل (نحو 7700 دولار أمريكي)".
وقال تقرير للأمم المتحدة إن هناك 970 فردا، بينهم 424 طفلا، يشكلون 218 أسرة فلسطينية تعيش في أحياء شرقي القدس -بما فيها حيّا الشيخ جراح وسلوان- وتواجه حاليا خطر الإجلاء القسري على يد السلطات (الإسرائيلية).