قائد الطوفان قائد الطوفان

على محك الاختيار

فتيات حائرات .. الدراسة أم الزواج؟

غزة/ لميس الهمص

يراودها الحلم باتمام دراستها, تتخيل نفسها مدرسة, طبيبة , مهندسة .. إلا أن ذلك الحلم يصطدم كثيرا بالواقع لتجد الكثير من الفتيات أنفسهن في دوامة للاختيار ما بين الدراسة للحصول على شهادة عليا، أو الزواج من رجل مناسب.

وفي نظر المجتمع فإن الفتاة مهما حققت من نجاحات علمية يبقى الحلم بالفستان الابيض دائما يلاحقها ، وفي هذه الحالة تظل الفتاة حائرة بين إكمال الدراسة أم الزواج أم التوفيق بينهما ؟؟

الواقع يفرض نفسه

سحر احدى الحاصلات على الثانوية العامة بتقدير 87 بالمائة قالت عن أسباب عدم التحاقها بالتعليم الجامعي: “كنت أطمح بأن أدرس اللغة الانجليزية  في الجامعة إلا أن عائلتي بالتحديد أجبرتني مكرهة على التنازل عن طموحي والاستسلام للأمر الواقع”.

وأضافت : قبل حصولي على الثانوية العامة كان البعض من أقاربي يتعرضون لأهلي باللوم والعتب لعدم تزويجي مما كان يسبب لي الكثير من المضايقات ، وبالكاد حصلت على الثانوية العامة لأنني أجبرت بعدها مباشرة على الزواج  من ابن عمي .

وتابعت سحر: لقد طرحت على زوجي فكرة التحاقي بالجامعة إلا أنه لم يرحب  بذلك مما دعاني للاستسلام وجعل الثانوية  نهاية المطاف.

أما الطالبة ميادة 20 عاما تقول: "الكثير من الرجال في مجتمعنا الشرقي يبحثون عن زوجة صغيرة يستطيع أن يسيرها كيفما يشاء ويجعلها تلبي أوامره دون اعتراض فالرجل يسعى دائما للسيطرة على زوجته.

وتذكر أن الكثير من الازواج من الممكن في البداية أن يكون راضيا عن متابعة الفتاة لدراستها وذلك ظاهريا فقط أما بعد الزواج فغالبا ما يغير رأيه لذلك نجد في مجتمعنا حالات كثيرة من الطلاق المبكر بعد الزواج.

وتشير ميادة إلى انها تفضل الدراسة التي تجعلها إنسانة متزنة وتشعرها بكيانها اما الزواج فيأتي في المرتبة الثانية .

من ناحيتها تفضل الطالبة بكلية التربية سلوى عبد القادر زواج الطالبة أثناء الدراسة،? كون الدراسة لا تؤثر على الفتاة المتزوجة، بل ترى أن الزواج ?يمثل عامل نجاح واستقرار لها?

وأوضحت أن العديد من الأزواج يكون حافزا للزوجة للوصول إلى قمة النجاح، والبعض لا? ?يمكنهم إكمال الدراسة إلاّ بعد الزواج؛? ?لأن الظروف الزوجية تؤهل للنجاح والسعادة الحقيقية?

وتؤكد سلوى على وجود شريحة من الفتيات? ?يكرهن الدراسة، والحل الأفضل لهن هو الزواج لكي? ?يقضي على ما لديهن من فراغ?

هي صاحبة القرار

في هذا السياق يرى الأخصائي التربوي والاجتماعي الدكتور فوزي ابو عودة أن الرسول صلى الله عليه وسلم أوصى بأنه إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه ، لذلك يمكن للفتاة أن تكمل دراستها عند زوجها باتفاق يكتب في عقد الزواج .

وذكر أنه من الممكن أن يتقدم للفتاة خاطب مناسب صاحب علم وخلق ودين وترفضه ثم تندم عليه مستقبلا ، مشيرا إلى أن الفتاة عندما تخير بين الزواج والدراسة فعليها التفكير في طموحاتها وتوازن الأمور.

ولفت إلى أن تحقيق رغبات الفرد هو الغاية دائما فعلى الفتاة أن توازن الامور وتستخير الله,  فالدراسة دعا إليها الدين كما الزواج ، منوها إلى ضرورة ان تفكر الفتاة في سنها عند القرار فإذا كانت صغيرة يمكنها الانتظار أما إذا كانت كبيرة تخشى من عدم تكرار الفرصة فعليها الموافقة .

ويطالب د. أبو عودة الأزواج بالوفاء بالعهد فإذا وعد زوجته بإكمال دراستها عليه ألا يمنعها من الدراسة بعد الزواج ، مبينا أن هناك العديد من النماذج التي استطاعت التوفيق بين الزواج والدراسة وبنت عائلة مستقرة.

وتفسر دراسات امتناع بعض الأسر عن تزويج بناتهم في? ?سن الدراسة بالخوف على مستقبلهن، وخوفهم هذا نابع من تخوفهم من عدم استطاعة بناتهم تحمّل الكثير من المسؤوليات وخاصة تربية الأولاد.

ويرى مختصون  أنه ?لا بأس من الزواج المبكر إذا كان هناك نضوج عقلي? ?وجسدي?؛ لأن الزواج المتأخر وإنجاب الأطفال في? ?وقت متأخر? ?يسبب حالة فراغ? ?بين الآباء وأبنائهم.

ويطالب بضرورة الإسراع في زواج الفتاة في بعض الحالات كتعرضها للتفكك الأسري، وبالتالي تكون معرضة للانحراف، وقد يكون لدى الفتاة جنوح وتخشى عليها الأسرة من الانحراف

نظرة الفتيات للزواج? تختلف من واحدة لأخرى، وترتبط بطريقة التربية التي? ?تلقتها الفتاة داخل بيئتها الأسرية، فبعض الفتيات ترى الزواج هروباً? ?من واقع المنزل، وأخريات مغلوبات على أمرهن ليس لهن إرادة ولا قرار، والبعض? ?يرفض آباؤهن منحها فرصة الدراسة?

وتذكر الدراسات أن تهيئة الفتاة في? ?مرحلة الدراسة للحياة الزوجية ومقوماتها شيء ضروري? ?لا? ?يمكن إغفاله?، كما أن الزواج? ?يضيف للفتاة نضجاً? ?وثقافة،? ?إلاّ أنه في? ?سن مبكرة وخلال فترة الدراسة? ?يكون مليئاً بالضغوط لصغر السن وضعف التجربة الحياتية?.

البث المباشر