مشروع استيطاني جديد كشفت عنه صحيفة (يسرائيل هيوم) العبرية، اليوم الأربعاء، هو الأكبر ضمن الخطة الاستيطانية للاحتلال هذا العام، ويحمل اسم "ضم صغير"، وهو عبارة عن سلسلة إجراءات غير مسبوقة هدفها تشكيل "ثورة في السياسة (الإسرائيلية)" في الضفة، حسب وصف الصحيفة للمشروع.
هذا المشروع ستتم بموجبه المصادقة على آلاف المخططات الإنشائية الاستيطانية التي جُمدت خلال العامين والنصف الماضيين، بالإضافة إلى إعطاء تراخيص بناء لــــ 18 ألف وحدة استيطانية خلال الأشهر المقبلة.
وبناء على ما سبق، فإنه سيجري بموجب هذا المشروع نقل مئات الآلاف من المستوطنين إلى الضفة، ضمن خطة مشروع المليون مستوطن، وتسجيل مئات الآلاف من الفلسطينيين ضمن البيانات الرسمية الحكومية (الإسرائيلية) في خطوة نحو "الضم الصغير"، كما وصفتها.
وحول المشروع، كتب المحلل السياسي المختص بالشأن (الإسرائيلي)، سعيد بشارات، أنه بعد سلسلة اجتماعات بين وزير جيش العدو، ووزير المالية ونتنياهو اتفقت حكومة العدو على ضخ مئات الآلاف من المستوطنين إلى الضفة الغربية، من خلال إقامة 18 وحدة استيطانية جديدة هناك، وإدخال عدد السكان الفلسطينيين ضمن بيانات الوزارات (الإسرائيلية) أي "الضم الصغير".
ويشمل المشروع شرعنة البؤر الاستيطانية الجديدة والمصادقة على إقامة مستوطنة أفيتار على جبل صبيح و"حومش" شمال نابلس، بالإضافة إلى نقل الإدارة المدنية لسلطة الحكومة المدنية، وشق طرق التفافية جديدة واستكمال القديمة.
خبير الاستيطان، عثمان أبو صبحة يقول في مقابلة مع (الرسالة): "نحن الآن أمام حكومة فاشية والاستيطان هو هدفها الأول، وقد تحدثت في برنامجها الانتخابي عن شرعنة البؤر الاستيطانية والاستيلاء على مزيد من الأراضي ومنع تراخيص البناء في مناطق "ج" والقتل في سبيل ذلك".
ومن أهم الأدوات لتنفيذ المشروع -حسب أبو صبحة- منح الدعم للمستوطنين وحمايتهم والاستمرار في انتهاك حقوق الفلسطينيين، لافتا إلى أن الاحتلال يعرف ردة فعل الفلسطيني لذلك وصف مشروعه بأنه عاصفة أو ثورة.
وذكر أن حكومة الاحتلال بالذات لن تتوانى عن الدعم باتجاه التوسعة بكل الطرق، والتلاعب بالمصطلحات على حد تعبيره.
ويرى أبو صبحة أن الاحتلال ينتهك القوانين ويصف ما سيفعله بأنه ضم صغير وهو في الحقيقة تلاعب بالمصطلحات، وما سيجري عبارة عن شرذمة للمجتمعات العربية في الضفة والقدس.
وأشار إلى أن ما يجري الآن في مسافر يطا حيث سجل جيش الاحتلال المواطنين المقيمين بمنطقة الكهوف وصور للعالم أنه يقدم لهم امتيازات، وهو في الحقيقة عزلهم عن مجتمعهم العربي.
ويوضح أبو صبحة أن الاحتلال يسجل السكان ويعطيهم أرقاما ولكنه في الحقيقة يعزلهم عن مجتمعهم بينما هم يعيشون داخل المجتمع، حيث يفصلهم ببوابات، ويتطلب الدخول إليهم أو زيارتهم من أقاربهم الحصول على تصاريح.
ونوه أبو صبحة إلى ازدياد المقاومة في الضفة ومواجهتها لكل المشاريع الاستيطانية قائلا: "الفلسطيني سينجح ولكن يلزمه إسناد حقيقي أوله إنهاء الانقسام ثم الدعم العربي وكذلك صوت العالم الغربي الذي يدعي الديمقراطية وحقوق الإنسان، وكل هذه العناصر سيكون لها الأثر في الضغط على الاحتلال.
"ضم صغير".. مسمى يخفي وراءه مشروعا استيطانيا كبيرا
الرسالة نت- رشا فرحات