بدأت بلدة جبل المكبر جنوب القدس المحتلة العصيان المدني والإضراب الشامل، ضد إجراءات حكومة الاحتلال المتطرفة وسياسة هدم المنازل.
وشهد العصيان المدني نجاحا كبيرا صباح اليوم الثلاثاء، ما ينذر بخطوات تصعيدية أكبر في ظل استمرار سياسة العقاب الجماعي للمقدسيين.
وعملت حكومة اليمين (الإسرائيلية) المتطرفة على فرض إجراءات تهويدية وعقابية على المقدسيين بما ينذر باقتراب الانتفاضة الشاملة.
تصاعد التوتر
وأقدم العشرات من الشبان، على إغلاق شوارع بلدة جبل المكبر ووضعوا حاويات النفايات على الطرق، وسكبوا الزيت لعرقلة حركة الآليات (الإسرائيلية) التي تخطط لاقتحام البلدة بهدف تنفيذ عمليات هدم لعدد من المنازل.
وأمس، دعت جهات مقدسية لإعلان العصيان المدني في مختلف الأحياء شرقي المدينة، للتصدي لمخططات الحكومة اليمينية المتطرفة الهادفة إلى تهجير المقدسيين من منازلهم وأراضيهم والاستيلاء على ممتلكاتهم بحجج واهية.
وأعلنت مدارس قرية الشيخ سعد بالقدس الإضراب وتعليق الدوام احتجاجًا على سياسة هدم بيوت المقدسيين.
المقدسي كريم أبو تايه الذي عانى من هدم سور له في البلدة، أكد أن الاحتلال يصاعد من وتيرة هدم المنازل أو أجزاء منها لادعاءات واهية.
وقال أبو تايه في حديث لـ (الرسالة نت) إن إجراءات الاحتلال (الإسرائيلي) بحاجة لوقفة جادة وخطوات تصعيدية في ظل التمادي الكبير في سياسة الهدم والعقاب الجماعي.
وأكد أن هناك حالة غليان بين المقدسيين في ظل التهديدات والوعيد من حكومة الاحتلال باستمرار الهدم والتهجير.
وبدأت قوات الاحتلال الأسبوع الجاري بتنفيذ مخطط لهدم 14 منزلا بمدينة القدس المحتلة، تنفيذا لسلسلة من القرارات التي اتخذها "كابينت" الاحتلال.
وحسب لجنة المتابعة في جبل المكبر؛ فإن 800 وحدة سكنية مهددة بالهدم في البلدة من جانب سلطات الاحتلال.
وتخطط بلدية الاحتلال لهدم 800 وحدة سكنية في جبل المكبر، مقابل بناء مراكز تجارية و500 وحدة سكنية ضمن عمارات مشتركة تحوي عدة عائلات.
وحذرت لجنة المتابعة من مخطط الاحتلال الذي يحرم مستقبلا أهالي جبل المكبر من التوسع العمراني، وسيجبر الشباب على الخروج من بلدات القدس إلى محيط المدينة من أجل الحصول على سكن.
المختص في الشأن المقدسي أمجد شهاب، شدد على خطورة إجراءات حكومة الاحتلال في تهديد بلدات القدس وتهجير السكان.
وقال شهاب في حديث لـ (الرسالة نت) إن العصيان المدني طريقة للتعبير عن حالة غضب، "وهي بحاجة لجهود كبيرة ومكثفة من المقدسيين لإنجاحها".
وأكد أن زيادة وتيرة هدم المنازل ستؤدي إلى مزيد من الفعاليات الاحتجاجية، التي قد تمتد إلى محافظات الوطن وصولا إلى الانتفاضة الشاملة.
ولفت إلى أن هناك قصورا في إنجاح العصيان المدني، يتمثل في ضعف الدعم الرسمي والحكومي الفلسطيني، والمؤسسات الداعمة للمقدسيين غير متوفرة.
وبيّن شهاب أن القدس بحاجة لعمل فلسطيني موحد يعم جميع المناطق الفلسطينية، داعيا لضرورة عدم السماح بتمرير مخططات الاحتلال تجاه المدينة المقدسة.
وأشار إلى أن القرارات المتعلقة بفصل العمال المقدسيين العاملين بالداخل المحتل والمشاركين بأي فعاليات احتجاجية ضد الاحتلال ومحاربة المقدسيين في لقمة عيشهم يزيد من احتمالية إخماد هذه الفعاليات.