نشرت صحيفة "يسرائيل هيوم" تقريرًا كشفت فيه عن خطة للجيش (الإسرائيلي) لنشر قوات الاحتياط في المدن والبلدات الفلسطينية بأراضي48.
وادعت الصحيفة في تقريرها أن نشر تلك القوات جاء خشية شن هجمات على القوافل العسكرية المتوجهة نحو الجبهة، في أي حرب قادمة، أو شن هجمات على المواقع الاستراتيجية والقواعد العسكرية المنتشرة في أراضي48.
وذكرت الصحيفة في التقرير أن هناك قلق لدى قادة الجيش (الإسرائيلي) من وقوع مواجهات كالتي وقعت في أراضي48 في هبة الكرامة عام 2021.
وكان أحد قادة الجيش (الإسرائيلي) قد أعلن في أعقاب الهبة أنه لن يتم استخدم طريق وادي عارة لنقل القوات والعتاد إلى جبهات القتال،ن مشيرًا إلى أن الجيش شق طرقاً بعضها ترابي للالتفاف على منطقة وادي عارة، تجنباً لعرقلة قوافله العسكرية في حال اندلعت مواجهات عنيفة.
ونقلت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية عن أوساط أمنية إسرائيلية قولها إن، هناك مخاوف إسرائيلية من اندلاع تصعيد في المنطقة في أعقاب عملية القدس يوم الجمعة الماضية، زاعمة أنه، "وقع 32 هجومًا فلسطينيًا منذ بداية العام الجاري، أسفر عن مقتل سبعة مستوطنين، وإصابة ثلاثة بجروح خطيرة، وآخرين بجروح متوسطة، مع إعلان الشرطة عن توفر 41 إنذارًا بهجمات قد تحدث في أي لحظة، مع مخاوف من اندلاع التصعيد؛ لأن العديد من الهجمات تنطوي على استخدام السلاح، سواء عمليات منظمة أو فردية".
وأضافت الصحيفة في تقرير لها، أن "العمليات التي وقعت في الأسابيع الأخيرة تراوحت بين عمليات طعن ومتفجرات والدهس، وهذه مؤشرات على مستوى توتر أمني مشابه لما حدث قبل حرب غزة في أيار/مايو 2021، وهناك خوف أن ما يحدث الآن في القدس والضفة الغربية سيتصاعد، وقد ينتقل للمدن المختلطة في الداخل المحتل؛ لأن فلسطينيي48 اليوم لديهم أسلحة أكثر من الجيش (الإسرائيلي) بأكمله، وهو على علم بهذه الأسلحة منذ سنوات، وهي تتدفق إلى غزة أو الضفة، نحن لم نعد نتعامل مع انتفاضة حجارة وزجاجات حارقة، بل أسلحة نارية، ويمكن لأي شخص الحصول عليها".
وفي ذات السياق، قال الجنرال (الإسرائيلي) تامير هايمان السابق لجهاز الاستخبارات العسكرية- أمان، "وصلنا لبداية انتفاضة ثالثة، صحيح أن التنظيمات القائمة مثل حماس والجهاد الإسلامي ليستا في المقدمة، لكننا نرى الأخطار القادمة الآن من الجيل نفسه الذي خاب أمله من التنظيمات القديمة، وهذه مشكلة استخباراتية خطيرة للغاية، نراها فقط في بدايتها، وستتصاعد بعد انهيار السلطة الفلسطينية، ولذلك يجب ألا نسرع عملية التصعيد هذه من خلال إضعاف السلطة التي تعاني بالفعل من أزمة قيادية خطيرة، مع العلم أن قرارات الحكومة "تكتيكية"، لكنها لا تحل المشكلة الاستراتيجية مع الفلسطينيين".
كما قال المراسل العسكري لصحيفة "يديعوت أجرنوت"، إن "الخوف (الإسرائيلي) الآن يتركز من مقلّدي منفذي العمليات الفلسطينية، والهدف هو منع التصعيد قبل حلول شهر رمضان، ومن ثم فإن الاحتلال يستعد لفترة من التوتر الأمني؛ لأننا أمام هجمات مسلحة قد تكون الأكثر دموية منذ 2011، ويمكن التأكيد على وجه اليقين أن (الإسرائيليين) والفلسطينيين شرعا مرة أخرى في مسار خطير، حيث يتم تشديد اليقظة في عدة قطاعات أمنية".
وأضاف في تقرير، أن "الجيش قرر تعزيز قواته بثلاث كتائب في الضفة الغربية، وفي الوقت الحالي يتركز الجهد الرئيسي على حماية المحاور والمستوطنات؛ خوفًا من هجمات فلسطينية مقلدة، وتم شحذ الإجراءات بهدف إنهاء الأحداث في أسرع وقت ممكن، ودون وقوع إصابات، وفي الوقت نفسه، تستعد فرقة الضفة الغربية لمرحلة التوتر في شهر رمضان بعد شهر ونصف، ويقوم الجيش باعتقالات وقائية ضد النشطاء، وتشير التقديرات أن عمليات الاعتقال ستستمر بشكل أكبر".