أكد مسؤول ملف القدس في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) هارون ناصر الدين أنّ مساعي حكومة الاحتلال لإحداث تغيير في هوية المسجد الأقصى لم ولن يحدث، وأنّ الاحتلال فشل في التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى.
وقال ناصر الدين: "إنّ هوية المسجد الأقصى لا يستطيع حفنة من الأغراب المحتلين أن يعبثوا بها، لأنّ تلك الهوية يصنعها أصحاب الأرض الأصليون ويحمونها بكل ما يملكون من وسائل".
وأضاف أنّ "قطعان المستوطنين المقتحمين لا يجرؤون على اقتحام الأقصى بدون حراسة مشددة من شرطة الاحتلال، ولم يستطيعوا اقتطاع شبر واحد من المسجد طالما أنّ الشعب الفلسطيني يقف لهم بالمرصاد".
واعتبر ناصر الدين الطقوس التي يقوم بها المستوطنون المقتحمون من (الانبطاح أرضًا) فيما يعرف بـ (السجود الملحمي)، أو محاولات رفع العلم (الإسرائيلي) وغيرها من أشكال الاعتداء، محاولات بائسة لخلق وقائع خاصة بهم في الأقصى.
وتابع: "هم إذ يقومون بهذه الاعتداءات خلسة يعرفون أنّ شعبنا لن يسمح بها، وأنها لن تكون واقعًا على الأرض مهما كلّف الثمن، ولعل فيما جرى خلال الأيام الماضية، رسائل لمن يقرأ ويفهم ويعقل".
ولفت إلى أنّ الأمة العربية والإسلامية غير صامتة، وهي تغلي وتتطلع لليوم الذي تنتصر فيه للأقصى وتشارك في معركة التحرير، مؤكدًا أنّ دورها واضح وبارز في نصرة الأقصى وحماية المقدسات، لكنّ صمت الأنظمة العربية (مؤسف).
الضفة والقدس
وبشأن تصاعد الأوضاع بالضفة والقدس، وصف تصاعدها بـ (مرجل يغلي غضبًا) من سياسات الاحتلال الظالمة التي لا تتوقف، وتستهدف جميع شرائح شعبنا وقطاعات حياته في الضفة والقدس.
وأكد عضو المكتب السياسي لحماس أنّ ما جرى في الأيام الماضية مؤشر واضح على مستقبل الأمور ومآلاتها، وهو جزء من مقاومة الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال، ولن يتوقف إلا برحيل الاحتلال، رغم إمكانية هدوء الأوضاع وعودتها مجددًا للتصاعد؛ لكنها لن تتوقف.
وأشار إلى أنّ الاحتلال والولايات المتحدة الأمريكية وبعض الأطراف تحاول إخماد روح الثورة والغليان الموجودة في الضفة والقدس، بدون الاعتراف بأيّ حقوق للشعب الفلسطيني أو رفع يد الاحتلال الغليظة عنه.
واعتبر ناصر الدين محاولة إخماد الثورة خطأ يرتكبه العالم مرة جديدة، وشكلًا من أشكال الانحياز للاحتلال، مشددًا على أنّ الحل الكفيل بتهدئة الأمور هو الاعتراف بالحقوق الفلسطينية وزوال الاحتلال عن الأرض والمقدسات.
وحول العملية البطولية التي نفّذها الشاب خيري علقم، أكد أنّ العملية شكّلت صدمة لأجهزة الاحتلال، وصفعة للمستوطنين المتطرفين الذين يقودهم ما يسمى (وزير الأمن القومي) إيتمار بن غفير.
وقال ناصر الدين: إنّ "العملية تؤكد أنّ الشعب الفلسطيني لا يعدم الوسيلة في مقاومة الاحتلال، وأنه الأقدر دائمًا على مفاجأة الاحتلال وضربه في الوقت والمكان الذي لا يتوقعه".
وأشار إلى أنه وبعد تبجُّح الاحتلال في القدس والضفة الغربية في الآونة الأخيرة، كان لابد للشعب الفلسطيني أن يلجمه من خلال هذه العلميات الفردية التي لا يستطيع الاحتلال التنبؤ بحدوثها.
المقاومة بالمرصاد
وعن ارتقاء نحو 30 شهيدًا منذ بداية العام بالضفة الغربية، أكد ناصر الدين، أنّ المقاومة ترصد وتتابع كل ما يقوم به الاحتلال من جرائم، وأنّ تلك الجرائم ترفع فاتورة الاحتلال أمام الشعب وحركاته المقاومة، وعلى رأسها حركة حماس وذراعها العسكري كتائب القسام.
وقال: إنّ "هذه الاجتياحات والمجازر التي يقوم بها الاحتلال لتحقيق الأمن والاستقرار لكيانه ستكون عليه وبالًا وعارًا، وشعبنا لن يسمح له أن يستفرد بأيّ بقعة طاهرة".
وأردف: "عندما كانت المجزرة في جنين ردّت القدس بخيري علقم الذي كان علقمًا على الاحتلال ومستوطنيه".
وبشأن سياسة (جز العشب) التي يستخدمها الاحتلال لإنهاء حالة المقاومة المسلحة بالضفة عبر اغتيال المقاومين، ذكر أنّ الاحتلال جرّب كل هذه السياسيات والمسميات البلاغية التي تحرجه، "فبينما يقتحم جنين أو نابلس لجز العشب، يطلُّ فدائي مقدسي برأسه العنيدة ليُبدّد حلم الاحتلال بالأمن ويصفع أجهزته الأمنية".
كما أردف: "للاحتلال أن يعلن عما يريد ويفكر كيفما يشاء، لكنه احتلال لا يقرأ وإن قرأ لا يفهم، نقول ذلك لأنه يخطئ دائمًا في حساباته وتقديراته، والمقاومة وشعبنا يفاجئونه بما يكره ويحذر".
وتابع: "إذا كان الاحتلال يراهن على جيشه المدجج بالحقد والسلاح، فنحن نراهن على شعبنا الفلسطيني البطل في القدس والضفة والداخل المحتل وغزة، فالشعوب لا تُهزم ولا تنسى ولا تغفر لعدوها جرائمه".