وصف الصحفي السوداني عمار آدم، اللقاءات التطبيعية التي تدور بين بلاده وحكومة الاحتلال بـ"المخزية"، قائلا: "هي لقاءات مهزلة وخيانة يرفضها الشعب السوداني بكل أطيافه السياسية".
وقال آدم لـ"الرسالة نت": "هؤلاء يعرفون جيدا أنّ شرعية وجودهم مرتبط بالاعتراف بالاحتلال، وهي شرعية طارئة لن تستطيع أن تمنح نفسها فرصة البقاء".
ورفض آدم مبررات التطبيع، "هم يقولون إن الهدف شطب السودان عن قوائم الإرهاب، والحقيقة أن المطلوب هو بيع السودان وتقديمه على طبق من ذهب بكل خيراته ووجوده؛ لصالح أوهام غير حقيقية".
وذكر أن الخطوات التطبيعية غير مجمع عليها في الأروقة الحاكمة، "هناك توقف في الجيش وفي بعض المؤسسات السيادية إزاء هذه اللقاءات، وحقيقة منفعتها للسودان من عدمها".
وأشار آدم لضغوط غير عادية تمارس على بلاده، بغرض ابتزازها ودفعها للقبول بمسارات التفاوض مع الاحتلال والتطبيع معه على حساب الحقوق المشروعة للسودان أولا ثم الشعب الفلسطيني.
وشددّ على أنّ هذه اللقاءات شأنها شأن بقية مسار التطبيع الذي انكشفت عورته في مونديال قطر، "الجماهير هتفت لا نعرف الكيان ولا الاحتلال ولا شرعية لما تسمى بـ(إسرائيل) وفلسطين فقط هي التي تحفظها الجغرافيا ويعرفها التاريخ وفقط".
والتقى رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، اليوم الخميس في العاصمة الخرطوم، بوزير الخارجية (الإسرائيلي) إيلي كوهين.
وبحث الجانبان "تعزيز آفاق التعاون المشترك لاسيما في المجالات الأمنية والعسكرية"، بحسب بيان صادر عن إعلام مجلس السيادة.
وقال البيان إن البرهان التقى كوهين والوفد المرافق له بالخرطوم، بحضور وزير الخارجية السوداني علي الصادق.
وأعلن مصدر سياسي إسرائيلي، في وقت سابق اليوم، أن التوقيع على اتفاق رسمي لتطبيع العلاقات بين (إسرائيل) والسودان سيكون قريبًا، في إطار "اتفاقيات أبراهام".
ونقلت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية عن المصدر (لم تُسمه)، أن المفاوضات تجددت بين الخرطوم و"تل أبيب" وتكثفت في الآونة الأخيرة، وذلك بوساطة من إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن.
وأضاف المصدر أن "المضي قدمًا" لتوقيع اتفاق تطبيع بين الطرفين "بات أمرًا ممكنًا".
وزار "كوهين" الخرطوم في 26 يناير/ كانون الثاني 2021 بصفته وزيرا لشؤون الاستخبارات في الحكومة (الإسرائلية) آنذاك، وكان أول وزير (إسرائيلي) يزور السودان.
وفي تشرين أول/ أكتوبر 2020، أعلنت (إسرائيل) والسودان تطبيع العلاقة بينهما، ضمن صفقة مع إدارة الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، تضمنت شطب اسم البلد العربي من قائمة "الدول الراعية للإرهاب" وتقديم مساعدات للخرطوم.
إلا أن السودان لم يوقع رسميًا حتى الآن على الاتفاقية.