لم تتوقف الإجراءات الأمنية للسلطة الفلسطينية عند مخيم جنين، بعيد لقاء رئيسها محمود عباس بوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، وطلب الأخير منه إجراءات حاسمة بحق مطاردي جنين ونابلس.
فقد جرى الكشف عن خطة أمنية يعدّ الترتيب لها في جنين بشكل سري، وتسريب قوات السلطة بشكل مخفي لحملة تعدّها، وفق ما كشف القيادي في حركة الجهاد الإسلامي ماهر الأخرس (للرسالة)، فيما يجري الإعداد لخطة مشابهة تبدأ تفاصيلها في نابلس.
ويكشف القيادي في الجهاد الإسلامي محمد علّان، عن تكثيف الحملات الأمنية للسلطة في نابلس، قائلا: "هناك تكثيف للاعتقالات بحق المطاردين وذويهم وكل من تربطه علاقة بهم".
ويضيف علّان لـ"الرسالة نت": "هناك محام اعتقل منذ أيام طويلة بتهمة شكلية، ودار التحقيق معه حول علاقته بعرين الأسود"، متابعا: "المعتقلون على خلفية علاقتهم بالعرين هم في ظروف مأساوية وقاسية للغاية".
ويؤكد أنه يتوقع من السلطة ما يتوقعه من الاحتلال وزيادة، فيما يتعلق بالأوضاع بنابلس وملاحقة المطاردين ومحاولة القضاء عليهم.
من جهته، قال عضو المجلس التشريعي السابق د. معاوية المصري، إنّ الأوامر الأمريكية لدى السلطة حاضرة من وقت، عندما سمحت للوفود الأمريكية بزيارة نابلس وعقد صفقات سرية مع بعض المطلوبين.
وأوضح المصري لـ"الرسالة نت" أن التعليمات الجديدة، جاءت بعيد فشل المحاولات الأولى في احتواء عرين الأسود عبر الأموال والتفريغات، وأيقنت الإدارة الأمريكية أن المرحلة القادمة هي مرحلة الاستئصال بالقوة.
وذكر المصري أنّ السلطة تعدّ لحملة أمنية منذ فترة ويستدل عليها بكثافة الاعتقالات والاستدعاءات؛ "لكن يبدو أنها تحتاج الوقت المناسب لكي ننسى زيارة بلينكن، وتبدأ بتنفيذ أوامره".
وعدّ دور السلطة بـ"الخطير"، متابعا: "للأسف قضت على المشروع الوطني، الذي لم يكن سوى مشروعا أمنيا مرتبطا بالاحتلال، واقتصاديا مرتبطا بفئة ضالة خرجت عن أهداف شعبها، أما فلسطين التي نعرفها فقد قضت عليها زمرة أوسلو".
وجددّ دعوته بضرورة الانتباه لدور السلطة ووظيفتها الأمنية ضد شعبنا الفلسطيني.
وفي وقت سابق، كشف القيادي في حركة الجهاد الإسلامي ماهر الأخرس، عن مخطط خطير تعدّه أجهزة أمن السلطة لضرب المقاومة في جنين ونابلس، عقب لقاء رئيس السلطة محمود عباس بوزير الخارجية الأمريكي انتوني بلينكن.
وقال الأخرس لـ"الرسالة نت" إن السلطة عززّت دوريات أمنية مكثفة في نابلس وجنين، بشكل مخفي عبر سيارات فردية، في تحركات بدأ الكل يلمسها ويشعر بها.
وذكر أن التسريبات التي تأتي تشير لمخطط تعدّه السلطة بافتعال مشاكل داخلية في جنين ونابلس، تستغلّ على إثرها الحدث وتبدأ بضرب المقاومة بعيد استكمال تجهيزاتها عبر المراكز الأمنية التابعة لها في المحافظتين.
ووصف الأخرس المخطط بـ"الوصفة لحرب أهلية مفتعلة تتسلل إليها السلطة لضرب البنية التنظيمية للفصائل في جنين ونابلس".
ودعا الأخرس السلطة وأجهزتها الأمنية الى الكف عن المراهنة على أمريكا، واعتبار اللقاء معها بوابة لمرحلة القضاء على المقاومة، قائلا: "شعبنا الذي يعدم أبناؤه بشكل يومي وينكل بأسراه وأسيراته، يتوقع إسنادًا سياسيا وعسكريا من السلطة للمقاومة وليس العكس".
وحذر السلطة من مغبة تنفيذ مخططها وتداعياته، معتبرا أنه مخطط شيطاني يقود لافتعال أزمات داخلية بهدف إرضاء أمريكا والاحتلال، حسب وصفه.
في السياق، كشف الأخرس عن حرب تقودها السلطة لملاحقة مخصصات عوائل الشهداء والأسرى، مشيرا لحملة استدعاءات طالت عديد من عوائل الشهداء، لسؤالهم عن مصدر المخصصات التي تصل إليهم.
وقال الأخرس إن السلطة حجزت مركبات واحتياجات خاصة بعوائل الشهداء، في سياق دورها في محاربة وصول المخصصات لهم.
وأشار إلى أن السلطة في الأساس ترفض منح جميع عوائل الشهداء المخصصات الصادرة من هيئة عوائل الشهداء والجرحى، "فهناك شهداء ادرجتهم بأنهم تجار أسلحة ولم تصنفهم أنهم شهداء؛ لحرمان عوائلهم من المخصصات".
وفي وقت سابق، زعم المتحدث باسم رئاسة السلطة نبيل ابو ردينة، عن وقف التنسيق الأمني، عقب المجزرة (الإسرائيلية) في جنين، التي ارتقى فيها 10 شهداء فلسطينيين بينهم سيدة مسنّة بالمخيم إلا أن المؤشرات على الأرض تثبت عكس ذلك.