"افتتاح مكتب إقليمي لصندوق النقد الدولي في الرياض، لن يكون مفيداً للسعودية فقط، وإنما للعمل الذي يقوم به في المنطقة بأسرها".. هكذا تحدثت النائبة الأولى لمديرة الصندوق "غيتا غوبيناث"، معربة عن امتنانها لدور السعودية الأساسي في برامج صندوق النقد الدولي مع دول المنطقة.
لدى الصندوق برامج خاصة بعدد من بلدان المنطقة لتوفير التمويل مقابل إصلاحات محددة كمصر ولبنان وتونس، وهو ما يحفز تمويلات أخرى من جهات مانحة متعددة.
والشهر الماضي، وافق مجلس الشورى السعودي على مشروع مذكرة تفاهمٍ بين حكومة السعودية وصندوق النقد الدولي، بشأن إنشاء مكتب إقليمي للصندوق في المملكة.
وفي تصريحات لموقع "اقتصاد الشرق"، قالت "غوبيناث" إن السعودية من الدول التي وفرت هذا التمويل للدول المأزومة في شراكة مع الصندوق، متوقعة زيادة التمويل لهذه الدول في إطار الشراكة.
وأضافت: "كما يمكن التعاون مع السعودية في مجال تطوير القدرات في المنطقة للبلدان التي تحتاج إلى بناء المؤسسات".
وتابعت: "نعمل بشكل وثيق مع المملكة وذلك لسنين خلت، ونحن ممتنّون للسعودية على كل الدعم الذي وفّرته للبلدان محدودة الدخل عبر صندوق النقد الدولي".
يأتي حديث "غوبيناث"، بعد أيام من تأكيد وزير المالية السعودي "محمد الجدعان" أثناء المنتدى الاقتصادي العالمي في "دافوس"، أن الدعم المالي من السعودية سيجري توفيره وإدارته بالتعاون مع المنظمات الدولية، وعلى رأسها طبعاً صندوق النقد الدولي.
وحسب "غوبيناث"، فإن "هناك دول تعاني مما يُعرف بمشكلات ميزان المدفوعات وهي مشكلات تطرأ عندما لا تحصل على ما يكفي من التمويل الخارجي فتصبح مأزومة وتعاني من مشكلات في ماليّتها وعُملتها وعندما تأتي وتطلب برنامجاً من صندوق النقد الدولي نعمل مع الدولة بشكلٍ وثيق لوضع برنامج إصلاحي لمساعدتها على الخروج من تلك الأزمة".
وتابعت: "نحن نوفّر بعض المال ولكن عادةً ما تكون الفجوة التمويلية أكبر من المبلغ الذي نوفّره وهنا يمكن للدول الأخرى من الجهات المانحة الثنائية أن تضطلع بدور ما".
وزادت المسؤولة الدولية: "إذا وفّرت السعودية التمويل كجزءٍ من برنامج الصندوق سيكون ذلك مفيداً جداً للدول المعنية"، مؤكدة أن المملكة تحدد تفاصيل الدور الذي تضطلع به أو تمتنع عنه.
تساعد المملكة الدول المعنية وتوفر التمويل في إطار برنامج الصندوق غالباً، لذلك تحرص على أن يكون التمويل مشروطاً وأن تقر الإصلاحات المطلوبة، حسب "غوبيناث".
والشهر الماضي، قال "الجدعان" أن "عصر المنح والمساعدات الاقتصادية ولّى"، لافتا إلى أن المملكة "سوف تربط مساعدتها التمويلية بإجراء إصلاحات اقتصادية".
وأشار مراقبون أن تصريحات "الجدعان" كانت رسالة إلى بعض دول المنطقة التي تعتمد على الدعم السعودي، وفي مقدمتها مصر ولبنان والأردن.